الثقافي
"عمر قتلاتو الرجلة" حاضر في الدورة الـ 9 لمهرجان الفيلم العربي في برلين
يقام بين 11 و18 أفريل الحالي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 مارس 2018
يستمرّ "مهرجان الفيلم العربي في برلين" بتحقيق شيء من المعادلة المطلوبة، بين تقديم نتاج سينمائيّ عربيّ متنوّع، وجمهور برليني متحمّس لنشاطٍ ثقافي وجمالي كهذا. ففي الفترة الممتدة بين 11 و18أفريل الداخل، تُقام دورته الـ9 في عدد من القاعات السينمائية المختلفة في برلين، مرتكزة على برنامجين أساسيين: "أفلام الاختيار الرسمي" و"بقعة ضوء".
المهرجان يسعى إلى إيجاد حيّز واسع "لمشاهدة أعمال سينمائية من العالم العربي وسينما المهجر"، كما في بيان رسميّ لإدارته، وذلك "عبر أفلام روائية وتسجيلية (الاختيار الرسمي)، وبعضها يُعرَض للمرّة الأولى في ألمانيا". والأفلام "تناقش مستجدات مجتمعية مثيرة للانتباه في العالم العربي".
أما "بقعة ضوء" (المدعوم من وزارة ولاية برلين للثقافة والشؤون الأوروبية)، الذي يتناوب سنويًا مع برنامج "النظرة الاسترجاعية"، فموضوعه هذا العام يتعلّق بـ"رؤى حول الذكورة العربية"، ويناقش "تغيّر المفاهيم والقضايا المرتبطة بفكرة الرجولة في الفيلم العربي، منذ سبعينيات القرن الـ20 لغاية اليوم". وبالإضافة إلى العروض السينمائية، يضم برنامج الدورة الـ9 هذه حلقة نقاشية، ومحاضرة مسموعة ومرئية، لإتاحة فرصة التعمّق في الموضوع، والإلمام بأبعاد تطوّره التاريخي في السينما العربية.
ورغم أن البرنامج الكامل لم يُعلن، رسميًا، بعد، إلا أن الافتتاح معقود على الفيلم التونسي الأخير لكوثر بن هنية، "على كفّ عفريت" (2017): تشارك مريم (مريم الفرجاني) مع صديقاتٍ وأصدقاء لها، في حفلة شبابية، تتعرّف خلالها على يوسف، الذي تغادر معه قبل انتهائها. يتبع ذلك رحلة شاقة تمرّ بها الشابة، بعد تعرّضها لاغتصابٍ من قِبل رجال أمن مدنيين. وهي تتحدّى مصاعب جمّة من أجل كرامتها وحقوقها.
الفيلم مستوحى من قصة حقيقية، ويعكس الأجواء في تونس ما بعد "ثورة الياسمين" (2010 ـ 2011)، التي لم تتجاوز التركيبات السلطوية القديمة بعد. أما معركة مريم، فتُصبح إثباتًا للذات الأنثوية أمام النظام.
من الأفلام المُشاركة أيضًا: "واجب" (2017) للفلسطينية آن ـ ماري جاسر: الواجب يُشغل بال شادي (صالح بكري) عند عودته من روما إلى الناصرة، مسقط رأسه، إذْ عليه أن يُرافق والده أبو شادي (محمد بكري) لتوزيع بطاقات الدعوة إلى عرس شقيقته، بشكلٍ يُراعي التقاليد المتّبعة في بلدته الناصرة. أثناء ذلك، تظهر خلافات شخصية وسياسية بين الرجلين، ويتعرّف المشاهدون، عبر بعض الفُكاهة، على خصوصيات التقاليد الفلسطينية، إليهما. هناك "في جنتي" لأكرم حيدو (كردستان/ سورية، 2016): تعيد صورةُ صفّ مدرسيّ المخرجَ 25 عامًا إلى الوراء، وإلى مسقط رأسه "رأس العين" (سيري كانيه) في المناطق الكردية السورية. تشهد الصورة على مجتمع متعدّد الأعراق، بين عربي وكردي وشيشاني وأرمني، وتعرض الانقسام الحاصل منذ اندلاع الحرب في سورية. يحاول أكرم الوصول إلى أصدقاء المدرسة، لكنه لا يعثر عليهم جميعهم، فتتحوّل الرحلة إلى بحثٍ عن جذور الحياة المشتركة، في منطقة غير مستقرّة سياسيًا.
أما الوثائقي "17" (الأردن، 2016) لوداد شفاقوج، فيوثّق تحضيرات فريق لاعبات كرة القدم للناشئات، أثناء استعدادهن للمشاركة في بطولات الـ"فيفا" المخصّصة لمن هنّ تحت الـ17 عامًا، التي أقيمت في الأردن عام 2016. شكّلت البطولة تحدّيًا كبيرًا للفتيات اللواتي يتحدرّن من خلفيات اجتماعية متنوّعة، ويتفاوتن في المستوى الرياضي: "الفيلم تحية لإصرار هؤلاء الفتيات وتضحياتهن من أجل هوايتهن، في بلد محافظ، لا تزال الرياضة فيه نشاطًا رجاليًا بالأساس".
إلى ذلك، يُفتَتح برنامج "بقعة ضوء" بالفيلم اللبناني "غرفة لرجل" (لبنان/ الولايات المتحدّة الأميركية، 2017) لأنطوان شدياق: تنطلق الكاميرا من غرفةٍ، مُصمَّمة على طراز "عصر الباروك"، إلى العالم الخارجي، فتصبح وسيطًا بين المخرج وكلّ ما يدور حوله، وحول رفيقة دربه، في رحلة اكتشاف الذات ومفاهيم الرجولة والانتماء إليها، وذلك بين أم متسلّطة وأب غائب، وعمال بناء سوريين يرمّمون غرفة أنطوني. وفي برنامج "كلاسيكيات الأفلام العربية"، يُعرض "عمر قتلته الرجولة" (1976) للجزائري مرزاق علواش: الذكورية والرجولة هما مركز حياة عمر، المُقيم مع عائلته في شقة في الجزائر العاصمة. يتسكع مع أصحابه في شوارع المدينة الكبيرة، ويعيش في خياله رومانسيات أفلام "بوليوود"، لكن شغفه الحقيقي هو الموسيقى. علاقاته بالجنس الآخر تزعزعه، لكن الوضع يتغير مثل السحر عند سماعه صوت الغامضة سلمى من تسجيل كاسيت قديم. هناك أيضًا فيلمان لبنانيان: "مجنونك" لأكرم زعتري و"سينما الفؤاد" لمحمد سويد، وينتميان إلى عالم الرجولية والمسائل الجنسية والعلاقة بالمدينة وذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية. من الفعاليات المرافقة لـ"بقعة ضوء": محاضرة لُمنظِّمة المعارض والكاتبة رشا سلطي، بعنوان "رؤى حول الذكورة العربية"، وذلك بمشاركة المخرجين الجزائري مرزاق علواش والمصري محمد حمّاد واللبنانية إليان الراهب. بالإضافة إلى احتفال بالذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية، يتضمّن محاضرة للمنتج والمخرج مهند يعقوب وإيريت نايدهارد، وعروضًا لأفلام مصطفى أبو علي ومحمد ملص وكمال الجعفري
مريم. ع