الثقافي

الجزائر ضيف شرف معرض تونس الدولي للكتاب

يأتي تحت شعار "نقرأ لنعيش مرتين"

"هو عادة وسنّة حميدة".. هكذا وصف شكري مبخوت معرض الكتاب الذي يُنتظم في دورته الرابعة والثلاثين من 6 إلى غاية 15 أفريل تحت نفس شعار السنة الفارطة وهو "نقرأ لنعيش مرتين"، وقد اختار القائمون على هذه الدورة المرأة التونسية كمحور أساسي لها، وهذا ما جعلهم يستعرون مقولة الشاعر التونسي الصغير ولاد حمد كعنوان لهذا المحور الذي سُمي بـ "نساء بلادي نساء ونصف" والذي سيتجسد من خلال مجموعة من اللقاءات الحوارية.

كما سيتم الاحتفاء أيضا بموضوع القضية الفلسطينية من خلال عنوان "100 سنة على وعد بلفور"، حيث ستتم معالجتها من منظور ثقافي من خلال تناول موضوع الرواية الفلسطينية وذاكرة الداخل والشتات، وستسجل الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، تكريم مجموعة من المفكرين والمثقفين التونسيين والعرب على غرار المفكر يوسف الصديق والفنانة المسرحية الراحلة رجاء بن عمار والأديب محمود طرشونة والراحل محمد الطالبي، إلى جانب شخصيات عربية على غرار الروائيين الفلسطينيين ربعي المدهون ويحيى يخلف، والروائي السعودي محمد حسن علوان وكذا شخصيات فكرية وأدبية أخرى.

وبخصوص اختيار الجزائر كضيف لهذه الدورة، أكد شكري مبخوت أنه لا يمكن تعليل هذا الإختيار، نظرا للعلاقة المتينة والمتجذرة تاريخيا التي تربط البلدين، ويستضيف المعرض أيضا دار "بيغماليون للنشر" من إسبانيا التي تولّت نشر أشعار أبي القاسم الشابي مترجمة إلى الإسبانية من قبل الجامعي التونسي رضا مامي.

وقد تمّ إحداث جائزة جديدة ضمن جوائز المعرض، وهي جائزة فاطمة الحدّاد للدراسات الفلسفيّة، وقد أراد المنظمون، من خلالها، إعادة الاعتبار لدور الفلسفة وتثمين جهود الفلاسفة، في ظل "انعدام تدريس الفلسفة في بعض الدول العربية" على حدّ تعبير مدير المعرض، ويتنافس على هذه الجائزة كل من: جلال الدّين سعيد بـ: "الرّغبة والأخلاق في فلسفة سبينوزا"؛ سالم العيّادي بمؤلفه سياسة الحقيقة في فلسفة الفارابي: الميتافيزيقا والموسيقى، ومعرفة المعروف: تحوّلات التّأويليّة من شلايرماخر إلى ديلتاي، لصاحبه فتحي انقزّو.

كما أحدثت الهيئة المديرة للمعرض جائزة أخرى تحمل اسم الناقد الأدبي الكبير الراحل توفيق بكار، وهي جائزة تقديرية رمزية سيتمّ إسنادها إلى شخصية ثقافية خصصت مسارها العلمي والأدبي للكتاب.

وتسجل الدورة الحالية مشاركة 775 ناشرا يمثلون 32 بلدا عربيا وأجنبيا من ضمنهم 126 ناشرا تونسيا، ويبلغ عدد العارضين 259 عارضا يمثلون 25 بلدا عربيا وأجنبيا إلى جانب منظمات وهيئات وجمعيات من بينهم 111 عارضا تونسيا.

وبرمجت إدارة المعرض أكثر من 80 نشاطا ثقافيا، علما أن القراءات الشعرية التي دأب المعرض على تنظيمها في الدورات الفارطة ستغيب هذا العام باعتبار أنه قد تمّ إدراجها ضمن برمجة الدورة التأسيسية لأيام قرطاج الشعرية، ونظرا لتقارب زمن تنظيم التظاهرتين، وفق المنظمين.

من جانبه، قال محمد صالح معالج رئيس اتحاد الناشرين التونسيين، إن دورة 2018 لمعرض تونس الدولي للكتاب حرصت على ألا يشارك فيها إلا الناشرين المهنيين الذين يحترمون أصول وقواعد المهنة من حيث الكتب المعروضة والمحتوى، وأفاد معالج بأنّه تم استبعاد عدد هام من الناشرين العرب الذين يقدمون لائحات وقوائم وهمية للمشاركة في فعاليات هذا الحدث الثقافي، كما تمّ استبعاد الكتب الصفراء التي تدعو إلى التطرّف والإرهاب، وفق تعبيره، وتابع في نفس السياق بأنه سيتم إطلاق حملة كبيرة ضد الكتاب المزور والمقرصن لتجنب تأثيراتها السلبية على وضعية الكتاب، مشيرا إلى أنّ هذه الظاهرة انتشرت بشكل واسع في العالم العربي.

وأكّد بأنّ اتحاد الناشرين العرب أعدّ قائمة سوداء تضم أسماء هؤلاء الناشرين، ليتم منعهم من المشاركة في كافة المعارض في العالم العربي.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي