الثقافي
الفيلم الجزائري "أسوار القلعة السبعة" في عرضه الشرفي الأول بأوبرا بوعلام بسايح
من بطولة حسان قشاش
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 مارس 2018
سيتم تقديم العرض الشرفي الاول للفيلم الجزائري "أسوار القلعة السبعة" للمخرج أحمد راشدي، بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح، ومثل في الفيلم كل من الممثلين، حسان قشاش، يوسف سحيري، مصطفى لعريبي، جون كريستوف روزي، عنتر هلال وأحمد رزاق، بالإضافة إلى بوعلام زباح، فوزي بن براهيم، عبد الحليم زريبع، سليمان بن واري، على زريق، بهية راشدي وفضيلة حشماوي، كما يشارك في أداء الأدوار كل من رشيد بن علال، محمد الطيب دهيمي، لوران جرنيفون، ميشيل درفيل وفتحي خويل، والسيناريو لمحمد معارفية عن رواية “اسوار القلعة السبعة”.
الشخصيتان الرئيستان في الفيلم، الثابتي ولوسيان، هما من وحي خيال المؤلّف، غير أن هذا الخيال يصطدم بخلفية، بظروف تاريخية، بأجواء عامة تجعل من حبر الكاتب واقعا ملموسا، حقيقيا، وأكثر من ذلك، دمويا، في سنة 1954، تتصاعد المأساة ويكتسي أفق النور بتجاعيد الغروب. لوسيان الإقطاعي، السيد بلا منازع، الذي لا قيم تحكمه غير مصالحه الشخصية، لا ينفكّ عن اختلاق الحواجز والعقبات ويضاعف الجهود ليبلغ أهدافه. حتّى لو كان الثمن هو الخراب، وتحطيم سعادة أبنائه في محاولته العابثة وغير المجدية لتغيير مسار القدر. ولأنّه منطقي مع نفسه، فلن يتردّد في الذهاب إلى الاعتداء على ‘’العدوّ” حتّى وإن اضطرّ في نهاية المطاف لتكبّد المعاناة وربما مواجهة الموت.
ثابتي، الابن العزيز الذي غرسه والده الحاج العيد بين حلقات الشقاء الموغل في متاهة التبعية المظلمة.. تتقاذف شبابه أمواج الكره المتعفنة ورغبة الانتقام الجامحة، ليشرع في محاصرة “البيت العريق”، سلاحه الصبر والمثابرة. ومع كل كبوة يتلقاها، تزيد معرفته وثقته بنفسه ويتزايد خلاصه. وكمثل مصدر مشعّ يبعث الدفء في جسد خامل، ينهك من ثقل الكاهل وتخور قواه إلى أن تتنزل الرحمة يوما، وتجعله يلقي باليأس ليسلك طريق اليقين الذي لا يدركه إلا القليل من المحظوظين، طريق الإيمان بالقيم السامية للبشرية.
أليس في ظلّ الانسجام مع الزمن الذي يحملنا والفضاء الذي يحيط بنا يتجلى الطريق الصواب نحو الخلود؟ ثابتي ولوسيان، “الفلاڤة” والمعمّر، بعد أن خاضا معركة ضارية، بعد أن قطع كلاهما طريقا طويلا مفروشا بالجمر، يلتقيان أخيرا وجها لوجه. بل أكثر من ذلك، يلتقي كل منهما مع نفسه.
مريم. ع