الثقافي

"فاطمة نسومر" في “كتارا” بقطر

بالتعاون مع السفارة الجزائرية

عرض في كتارا، في قطر فيلم فاطمة نسومر للمخرج الجزائري بلقاسم حجاج، وذلك بالتعاون مع سفارة الجزائر في قطر وذلك تتويجا لمسيرة هذا العمل الذي نال عدة تشريفات داخل الجزائر وخارجه، ويتحدث الفيلم للمخرج بلقاسم حجاج عن أبرز وجوه المقاومة الشعبية بمنطقة القبائل إبان القرن التاسع عشر، وخلال الاحتلال الفرنسي للجزائر، متناولا شخصية استثنائية جسدت دورها الممثلة الفرانكو-لبنانية ليتسيا عيدو، حيث تمكنت بحكمتها من توحيد الصفوف ضد الغزو الفرنسي، رصد المخرج محطات مختلفة من حياة سيدة المقاومة الجزائرية التي لقبت بـ”قاهرة جنرالات فرنسا” وقادت جهادا شرسا ضد الاحتلال الفرنسي في منطقة جرجرة الأمازيغية.

لالة فاطمة التي ولدت في قرية ورجة سنة 1830م، عند بلوغها السادسة عشر من عمرها زوجها أبوها من المسمى يحيى ناث إيخولاف، لكن عندما زفت إليه تظاهرت بالمرض فأعادها إلى منزل والدها ورفض أن يطلقها، فبقيت في عصمته طوال حياتها. آثرت حياة التنسك والانقطاع والتفرغ للعبادة، كما تفقهت في علوم الدين وتولت شؤون الزاوية الرحمانية بورجة.

وبعد وفاة أبيها وجدت لالة فاطمة نسومر نفسها وحيدة منعزلة عن الناس فتركت مسقط رأسها وتوجهت إلى قرية سومر، أين يقطن أخوها الأكبر سي الطاهر، وإلى هذه القرية نسبت. اشتركت فاطمة في معركة 18 جويلية 1854 التي هزم فيها الفرنسيون وانسحبوا مخلفين أكثر من 800 قتيل منهم 25 ضابطا و371 جريحا. جند الجنرال الفرنسي روندون سنة 1857 جيشا قوامه 45 ألف رجل بقيادته شخصيا، واتجه به صوب قرية آيت تسورغ حيث تتمركز قوات فاطمة نسومر المتكونة من جيش من المتطوعين قوامه 7 آلاف رجل وعدد من النساء.

شاركت فاطمة نسومر بجانب الشريف بوبغلة في المقاومة والدفاع عن منطقة جرجرة وفي صد هجمات الفرنسيين عن أربعاء ناث ايراثن، فقطعت عليه طريق المواصلات، ولهذا انضم إليها عدد من قادة الأعراش وشيوخ القرى، فراحت تناوش جيوش الاحتلال وتهاجمها . استطاعت فاطمة نسومر تحقيق انتصارات ضد الحملات الفرنسية المتكررة على منطقة جرجرة ما جعل سلطات الاحتلال الفرنسي تعد جيشا كبيرا بقيادة الماريشال راندون والماريشال ماك ماهون ليلتقي بالمجاهدين بقيادة لالة فاطمة وتجري معركة شرسة، اتبع فيها الفرنسيون “المتحضرون” سياسة الإبادة والقتل الجماعي والتصفيات دون تمييز. وفي 11 جويلية من عام 1857 أسرت لالة فاطمة نسومر مع عدد من المجاهدات، حيث اقتيدت إلى سجن يسر بالمدية بوسط الجزائر تحت حراسة مشددة توفيت في سبتمبر 1863عن عمر يناهز 33 سنة.

لعبت تقنيات التصوير في جمالية الفيلم ، حيث اعتمد المخرج حجاج على صور عالية الجودة جسدت مختلف المعارك التي دارت رحاها أثناء المقاومة الشعبية، بالإضافة إلى المشاهد الطبيعية في منطقة “زواوة” الأمازيغية.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي