الثقافي

غالية الذرعاني في أفق القصة القصيرة

على الرفّ

"نزف" عنوان المجموعة القصصية التي أصدرتها مؤخّراً الكاتبة الليبية غالية يونس الذرعاني (1965) عن دار "مدارك"، التي تقدّم من خلالها "تجريباً في السرد يعتمد على الاختزال والتكثيف في مقاربة مضامين تتصل بالراهن وتشتبك مع قضاياه الاجتماعية والسياسية"، بحسب حديثها لـ "العربي الجديد".

تضيف "الكتاب يشتمل على مئة أقصوصة، هي أقاصيص سرد شعرية أو "القصة القصيدة" وفق تعبير الناقد جمعة الفاخري في تقديمه للمجموعة، وهي تتناول مواضيع مختلفة لعل أهمها هو العلاقة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا، وهنالك العديد من الإحالات لما نشهده اليوم من أحداث وظواهر".

تشير الذرعاني إلى أن "القصص كُتبت ما بين 2009-2014، أما أسلوب الكتابة فقد اتكأت كثيراً على الرمز والانزياحات الفنية والبلاغية؛ والذهاب إلى مساحات مفتوحة من التأويل التي أطرحها أمام القارئ".

تتابع "إلى جانب عملي في التدريس، اخترت القصة لأنها أكثر شكل أدبي منحني أفقاً واسعاً للتعبير عن ذاتي وتفاعلي مع محيطي ورأيي في بعض القضايا؛ القصة هي محيطي الذي أتشكّل وأتفاعل من خلاله، كتبت القصة القصيرة، والقصة القصيرة جداً، لفئات عمرية مختلفة ومنها الكتابة للأطفال والناشئة التي تستهويني ولديّ أكثر من مخطوط في هذا المجال لم يجد طريقه إلى النشر بسبب الأوضاع في ليبيا".

في إحدى قصص المجموعة التي تحمل عنوان "أهل الكهف"، تكتب "اتخذَ مكانه عند مُدخل الكهف. حجبَ - بجسده الضخم الشمس والهواء، فتعطَّن المكان، حتَّى صارَ التنفس فيه مستحيلاً. ظلَّ يفرقعُ بسوطه في الهواء، فتهربُ العقول إلى النَّوم، وإذا تجرأ وتثاءبَ أحدهم، يقتلعُ لسانه، ويرميه لكلبهِ القائم عند قدميه. تبلعُ البقية ألسنتها، ويعودون إلى السُّبات الطويل. ماتَ الكثيرون من الاختناق. أمَّا الحالمون، فقد تسللوا تحتَ جنح فجرٍ صادق بعد أن تأكدوا أن العَظَمَةَ أسكرته. سرقوا سوطهُ وعلى أول شجرة مورقة شنقوه به".

يُذكر أن غالية الذرعاني تعمل باحثة وأستاذة للتاريخ الإسلامي. أصدرت مجموعتين قصصيتين هما بعنوان "وعد بربيع آخر"، و"ثلج يحترق" وكتباً عدّة؛ من بينها: "السيرة النبوية في كتابات المستشرقين الإنكليز"، و"ابن عربي وموقف علماء المسلمين منه"، إضافة إلى أبحاثها حول تاريخ الزوايا الصوفية في ليبيا.

الوكالات

 

من نفس القسم الثقافي