الثقافي

واشنطن تضغط على اتفاقية "مونترو" لتصل إلى البحر الأسود

لم تكف واشنطن عن ضغوطاتها الرامية لإكساب معاهدة مونترو بعض المرونة

فصل جديد من الخلافات الأميركية التركية يظهر مع مواصلة الولايات المتحدة الأميركية في السنوات الأخيرة، الضغط على حدود اتفاقية "مونترو" الخاصة بحركة المرور في البحر الأسود عبر المضائق التركية، بهدف اكتساب وجود لها هناك، وذلك في الوقت الذي تستمر فيه الخلافات بين واشنطن وأنقرة على خلفية تسليح الأولى للوحدات الكردية السورية على الحدود التركية الجنوبية، متجاهلة اعتراضات أنقرة.

وكان الأسطول البحري الأميركي السادس في البحر الأبيض المتوسط، أعلن عبر موقعه الإلكتروني، دخول باخرتين حربيتين تتبعان له من طراز "أرلييغ بوركي" إلى البحر الأسود بتاريخ 18 فبراير/ شباط الماضي. وقالت واشنطن إنّ الهدف من ذلك "استمرار وجودها العسكري في المنطقة من خلال إجراء عمليات الأمن البحري، وتعزيز الاستقرار في البحار بالمنطقة، وتقوية الجاهزية العملياتية بين الحلفاء في الناتو وشركائهم". ولم يتأخّر الجانب الروسي في الردّ على هذه الحادثة، إذ أرسل على الفور بارجة وسفينتين مخصصتين للمهام الدورية إلى البحر الأسود.

ولم تكف واشنطن عن ضغوطاتها الرامية لإكساب معاهدة "مونترو" بعض المرونة، حتى في أصعب الأيام، إذ كانت قد أرسلت مستشفى عائماً (باخرة مستشفى) إلى بحر مرمرة لدى وقوع زلزال في تركيا عام 1999، على أن تذهب منها إلى البحر الأسود، إلا أنّ الجانب التركي لم يسمح لها بمواصلة طريقها.

كما ساهمت تطورات سياسية عدة في المنطقة، في إجراء تغيير عميق في بنية البحر الأسود. ومن بين هذه التطورات، الانتفاضات التي حصلت في أوكرانيا وجورجيا مثلاً ضد النفوذ الروسي، فضلاً عن انضمام كل من بلغاريا ورومانيا إلى حلف "شمال الأطلسي" أولاً، ومن ثمّ إلى الاتحاد الأوروبي. ونتيجة لذلك، أخذت الولايات المتحدة تسعى لإطالة مدة وجود سفنها في البحر الأسود أطول مدة قانونية ممكنة، وتحميل حمولة أكثر من الحد الأقصى المسموح به، حسب معاهدة "مونترو".

ورغم اعتراضات أنقرة المستمرة على المحاولات الأميركية لتعديل اتفاقية مونترو لتعزيز نفوذها في منطقة البحر الأسود، إلا أنّ ذلك لم يثنِ واشنطن عن مساعيها الرامية لتغيير موازين القوى في البحر الأسود لصالحها.

 

من نفس القسم الثقافي