الثقافي

مهرجان الفيلم الأمازيغي: "ايزوران ن ايزلوان"، نشيد الأغنية التقليدية المزابية

ايزمولن ن لقرارن، مركز من مرجعيات الهوية لمنطقة القرارة

يعد الفيلم الوثائقي "ايزمولن ن لقرارن" للمخرج أسامة راي الذي عرض أمس بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو في إطار اليوم الثاني للمنافسة على الزيتونة الذهبية في المهرجان الوطني للفيلم الامازيغية مركزا لمرجعيات الهوية لمنطقة القرارة (غرداية)، واختار المخرج الشروع في فيلمه الذي يدوم 40 دقيقة بمشهد واحة حيث تعد هذه الأخيرة كرمز قوي لوادي ميزاب، كما هو الحال بالنسبة لشجرة الزيتون في منطقة القبائل، حيث تدور حولها الحياة الاقتصادية للمزابيين.

ويقوم رجل داخل الواحة بمهمة الدليل داخل بستان النخيل ويشرح وهو يشير إلى نخلة أهمية "تازدايت" الشجرة المباركة للصحراء بالنسبة لسكان غرداية. كما يشرح كيفية صيانتها والاهتمام بها للحصول على مردود جيد من التمور (تيني كما يطلق عليها محليا)، ومن هذا المشهد يجد المشاهد نفسه مباشرة ودون انتقال في ورشة للحرف لصناعة الحلي التقليدية الفضية بمنطقة ميزاب.

ويتواصل بناء هذا الفيلم الوثائقي بسلسلة من المشاهد التي تظهر ثراء التراث الثقافي للقرارة مع تدخل في كل مرة أشخاص لشرح حرفة أو تقليد وأهميته في حياة سكان المنطقة، وقام أسامة راي بعرض مشاهد متسلسلة لصناعة الجلود وألعاب المجتمع للأطفال من خلال استعمال خمسة حصوات صغيرة ترمى في الهواء ويمسك بها من جديد (القافن) واللباس التقليدي للعروس مع حليه وعادة المولود الجديد التي قام بسردها وتعليم القرآن للأطفال قبل أن يعود مجددا للواحة لنجد الرجل فوق نخلته.

كما تم في نهاية الفيلم إطلاق دعوات للمحافظة على التراث الثقافي المادي واللامادي وخصوصا الصناعة التقليدية المهددة من طرف المنتجات الرخيصة، لينتهي الفيلم بمغادرة الرجل للواحة، وأراد المخرج من خلال عمله أن يبرز مرجعيات الهوية حيث عرض المشاهد متسلسلة دون أن يكون هناك خيط نتبعه يسمح بربط وتنسيق كامل الفيلم.

 

مهرجان الفيلم الأمازيغي: "ايزوران ن ايزلوان", نشيد الأغنية التقليدية المزابية

 

ويعد الفيلم الوثائقي " ايزوران ن ايزلوان"  الذي دخل المنافسة على الزيتونة الذهبية في المهرجان الثقافي الوطني السنوي  للفيلم الامازيغي الذي انطلق السبت الماضي بتيزي وزو نشيدا الأغنية التقليدية  المزابية من إخراج الشاب حمو أوجانة، وتم عرض هذا الفيلم الذي تبلغ مدته 26 دقيقة بالمزابية و مترجم إلى العربية  اليوم الأحد بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو في أول يوم من المنافسة حيث حاول مخرجه من خلاله تتبع تاريخ الأغاني التي تطبع الحياة اليومية لسكان وادي  مزاب و ذلك منذ الولادة حيث يستقبل حديثي الولادة بأغاني تتمنى لهم الصحة  ومستقبل مزدهر.

ويفتتح الفيلم على سلسلة من اللقطات القصيرة للأغاني التقليدية التي يؤديها رجال بالزي التقليدي والذي يؤدون في بعض الأحيان رقصات مما يقحم المشاهد فورا في التراث الثقافي للأسلاف، ويتحدث المخرج بعدها مع عدة أشخاص من بينهم مسنين يحتفظون في ذاكرتهم بأشعار قديمة يجهل مؤلفها بالإضافة إلى مختصين يتطرقون إلى ايزلوان (الشعر والموسيقى) وتاريخه وتطوره وتأثير اللغات الأخرى (العربية والفرنسية) على الشعر المزابي والثقافات الأخرى على الأنواع الموسيقية المحلية.

ويتم عرض مقتطفات من الأغاني بدقة وب "الجرعة المناسبة" طيلة عرض الفيلم مما يدعم حديث المتدخلين. ولم يتردد المخرج في إدخال مقاطع لأغنيتين مزابيتين مشهورتين "ناني ميدن ابابا" و "لالا زات ايزتوان" الشعبيتين في وادي ميزاب، وينتهي هذا الفيلم الوثائقي بالتركيز على ضرورة الحفاظ على هذا التراث الثقافي الثري الذي يروج لقيم الحياة المنقولة من جيل إلى جيل شفويا سيما بعد اندثار جزء كبير منها مع وفاة المسنين والمسنات، وتم في هذا الصدد الإشادة بالمرأة المزابية التي تواصل دائما في نقل هذه الأغاني لأولادها.

ويظهر الفيلم الوثائقي لحمو أوجانة والذي استلهمه من عمل مصطفى بوقرطاس الفائز بجائزة أحسن فيلم وثائقي في الطبعة السابقة للمهرجان، حسبما أوضحه على هامش العرض ي إرادة المخرجين الشباب المزابيين في تحقيق الاحترافية سواء من خلال اختيار الموضوع أو المتدخلين أو التحكم في تقنيات إنتاج الأفلام، ولا يعد هذا الفيلم الذي يتم عرضه في إطار الطبعة الـ 16 لمهرجان الفيلم الامازيغي الوحيد الذي يمثل السينما باللغة الأمازيغية في النوع المزابي.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي