الثقافي

السينما الأمازيغية: تشجيع الإنتاج للتوجه نحو الاحترافية

فيلم تاقبيلث، تاريخ وأساطير القبائل يفتتح المنافسة

تم عرض الفيلم الوثائقي تاقبيلث، تاريخ واساطير القبائل للمخرج علي حجاز والذي يعالج موضوع المعتقدات القديمة وتقاليد منطقة القبائل، على الجمهور يوم أمس أول بولاية تيزي وز، قد عرض هذا الفيلم الوثائقي الذي يدوم 63 دقيقة ليفتح منافسة الطبعة الـ 16 للمهرجان الوطني للفيلم الامازيغي الذي انطلقت فعالياته بولاية تيزي وزو.

ويبرز هذا الفيلم الوثائقي المنجز في شكل ربورتاج تلفزيوني ان التراث الثقافي و التاريخي للقبائل ليس رومانيا و ان أصل بعض المعتقدات و حتى اللغة  يعود الى ما قبل التاريخ القديم، و ينقسم الفيلم الى محورين: الاول متعلق بسرد للمختص في الجيولوجيا علي  دردار الذي قدم عدة فرضيات حول اصول اسماء الآلهة القديمة و المدن و القرى  مرفوق بصور من الارشيف.

و يعود الراوي باختصار الى تاريخ ملوك امازيغ مثل ماسينيسا و الفرعوني  شيشناق  وعلاقته بمنطقة القبائل و كذا بالأساطير القديمة المرتبطة بالشمس و  البحر و الامطار، و يرافق الفيلم العديد من المناظر انجزت باستعمال طائرات تصوير صغيرة  بدون طيار تظهر المناظر الطبيعية الخلابة لجبال و سواحل القبائل.

و في رده عن سؤال حول المصادر العلمية التي اعتمد عليها, قال علي دردار  ان هذه المصادر تبقى "قليلة جدا في الوقت الراهن", داعيا بهذه المناسبة علماء  اللسانيات و الأنثروبولوجيا الى "العمل" اكثر فيما يخص التاريخ و علم الاساطير  البربرية.

و تتواصل فعاليات الطبعة ال16 للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي الذي  افتتح السبت الماضي بدار الثقافة مولود معمري لتيزي وزو الى غاية الأربعاء، و تتنافس على جائزة الزيتونة الذهبية سبعة افلام وثائقية و سبعة افلام  قصيرة و ثلاثة افلام طويلة.

وكان وزير الثقافة عز الدين ميهيوبي قد أكد التزام دائرته الوزارية بتشجيع الإنتاج السينمائي الأمازيغي للتوجه نحو الاحترافية، ولدى إشرافه على افتتاح الطبعة ال16 للمهرجان الثقافي السنوي للفيلم الأمازيغي خلال احتفال نظم بالمسرح الجهوي كاتب ياسين، أوضح أن هذا النهج الذي يندرج في إطار إستراتيجية الدولة لترقية  تمازيغت وتطويرها (لغة وثقافة وموروثا) هي خطوة أولى قبل الذهاب نحو الاحترافية.

وفي هذا الصدد طلب الوزير من لجنة انتقاء الأفلام التي ستتنافس على الزيتونة الذهبية (أرفع جائزة في هذا المهرجان) "أن تكون أكثر مرونة بخصوص معايير انتقاء الأفلام المختارة من أجل تشجيع المخرجين على الإنتاج،" معتبرا أن "كل فيلم ينتج يستحق أن يعرض".

وذكر الوزير أن دائرته الوزارية تدعم ماليا كافة المشاريع السينمائية (الطويلة والقصيرة والوثائقية) للشباب المخرجين الذين يقدمون أفلاما منجزة بعناية وتحمل أفكارا وكذا الترجمة (الدبلجة والسترجة) للأفلام من أجل ضمان عرض واسع لها وطنيا ودوليا، مبرزا أن الفيلم الفائز في هذا المهرجان سيعرض خلال المهرجانات الأخرى المنظمة عبر التراب الوطني لتشجيع المخرجين على تحسين أدائهم.

من جهة أخرى أعلن الوزير أن أفضل كاتبي السيناريو (اثنان أو ثلاثة) الذين يتميزون خلال هذا المهرجان سيستفيدون من تكوينات في الجزائر والخارج، إضافة إلى دورة تكوينية سيؤطرها بلجيكيون في تيزي وزو في إطار اتفاقية وقعوها مع  محافظة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، و أشار الوزير إلى أن الطبعة ال16 لهذا المهرجان جاءت في ظروف خاصة اتسمت بإتمام دسترة اللغة الأمازيغية عبر الاعتراف بها كلغة وطنية و رسمية و كذا عيد ينّاير الذي يحتفل بحلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة (عطلة وطنية مدفوعة الأجر).

و أكد الوزير أن هذا المهرجان الذي سينظم سنويا لتشجيع الإنتاج "سيشكل بالنسبة للغة الأمازيغية، التي تحظى باهتمام خاص في كافة الجوانب، فضاء للترقية و التطوير"، مضيفا أن "السينما تعتبر إحدى أهم الأدوات لترقيتها"، و في تطرقه لخطوة دائرته الوزارية من أجل ترقية السينما الجزائرية، أعلن ميهوبي عن انعقاد اجتماع غدا الأحد مع فريق عمل بغرض إنشاء الشركة الجزائرية للتوزيع السينمائي بهدف التكفل بالجانب التجاري للفيلم.

و في ذات السياق، ذكّر ميهوبي بخطوة وزارة الثقافة التي تهدف إلى استرجاع المداخيل (حقوق المؤلفين) المتأتية من الأفلام الجزائرية المعروضة بالخارج، موضحا أنه من المقرر أيضا إنشاء مهرجان للفيلم المنتج بواسطة هاتف نقال بغية دمج كل التنوع القائم في السينما على الصعيد العالمي.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي