الثقافي

أدباء ومثقفون يحيون الذكرى الثالثة لرحيل أيقونة الأدب الجزائري آسيا جبار

في أجواء أدبية وفكرية طغى عليها صراع الأفكار والإيديولوجيات بين المشاركون

أحيى مجموعة من الأدباء و المثقفون بالمكتبة العمومية الرئيسية لتيبازة الذكرى الثالثة لرحيل أيقونة الأدب الجزائري آسيا جبار التي وافتها المنية يوم 6 فبراير 2015 عن عمر ناهز 79 سنة تاركة ورائها رصيد ادبي ثري و متميز، و في أجواء أدبية و فكرية طغى عليها صراع الأفكار و الإيديولوجيات بين ثلة من الأدباء و المثقفون المشاركون، على غرار محمد صاري و غبالو محمد الشريف و الشاعرة الرسامة إيمكراز صليحة، أكد هؤلاء في الفعالية التي تنظمها المكتبة العمومية الرئيسية لتيبازة للمرة الثالثة على التوالي منذ رحيل الأيقونة المتمردة على دفاعها المستميت على "جزائريتها" و "وطنيتها".

و في السياق، قال الأديب و الأستاذ الجامعي غبالو أن صاحبة "نوبة نساء جبل شنوة" ابنة شرشال آسيا جبار أفتكت مكانتها بين مبار و عمالقة الأدب العالمي عن "جدارة و استحقاق و ليس فضلا"، مبرزا غزارة و ثراء أعمالها الراقية و فوزها بأزيد من 15 جائزة عالمية.

و في الوقت نفسه-- تابع غبالو-- تمسكها بجزائريتها و بالقيم الإنسانية النبيلة و قيم التحرر و مواقفها المساندة للشعوب المستعمرة و المضطهدة، منهم الفلسطينيين جعلها "ضحية" إذ لم تمنح لها جائزة نوبل للأدب فقط لأنها ليست من الأدباء الذين يتملقون من خلال كتاباتهم لجماعات الضغط التي تتحكم في دواليب و كواليس الجائزة.

من جهته تحدث الروائي محمد صاري عن الشخصية القوية و الفذة للأديبة العالمية التي تميزت أيضا بدفاعها عن المرأة الجزائرية و تحررها و فرضت نفسها على الأكاديمية الفرنسية و افتكت لها مكانا بها بفضل "أناقة أدبها و روعة إبداعها" و "دون تملق" لنوادي الأدب بفرنسا.

لكن تبقى أعمال الروائية آسيا جبار التي دخلت العالمية و ترجمت لعدة لغات غير متواجدة بتلك الغزارة الموجودة بها ببلدان غربية و أمريكية أخرى --حسب الكاتب صاري-- بسبب خاصة ندرة أعمالها المترجمة للغة العربية من جهة و من جهة أخرى عزوف القراء على المطالعة.

و في هذا الصدد دعا المشاركون وزارتي الثقافة و التربية الوطنية إلى العمل على التعريف بأعمال صاحبة "زردة.. اغاني النسيان" في الأوساط الشبانية، سيما من خلال إدراج هذه الشخصية و مسارها الأدبي في بالبرامج الدراسية و تشجيع ترجمة أعمالها و إنشاء مؤسسة تعنى بالتراث الأدبي للأيقونة.

و قد شهدت مناسبة تخليد ذكرى رحيل آسيا جبار عرض شريط وثائقي قصير أنجزته المكتبة العمومية يؤرخ و يلخص مسار حياة الراحلة بشرشال تخلله نقاش و قصائد شعرية نثرية من إبداع إيمكراز صليحة قبل أن يسدل الستار على التظاهرة، و دفنت صاحبة آخر عمل أدبي "في أي مكان بمنزل والدي" بمقبرة شرشال يوم 13 فيفري بجوار والدها تنفيذا لوصيتها ما يبرز مدى تمسكها بمسقط رأسها فيما عرف خبر وفاتها يومها تعاطف دولي و إجماع على "فقدان الأدب العالمي لشخصية كبيرة".

و ولدت آسيا جبار و اسمها الحقيقي فاطمة الزهراء إمالاين في 30 يونيو 1936 بالميهوب بالمدية أين كان والدها يعمل كمدرس و هي كاتبة باللغة الفرنسية ألفت عدة روايات و قصص و أشعار، وألفت أسيا جبار للمسرح و أخرجت عدة أفلام للسينما و هي صاحبة 15 جائزة دولية منها الجائزة الدولية للأدب (الولايات المتحدة-1996) و جائزة السلام لأصحاب المكتبات الألمانيين (فرانكفورت-2000) و الجائزة الدولية بابلو نيرودا (ايطاليا-2005)، وقد انتخبت الكاتبة الأكثر شهرة و تأثيرا بالمغرب العربي و العالم الفرانكوفوني في الأكاديمية الفرنسية في 2005.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي