الثقافي

المصور عادل بوداب، فنان يعشق الطبيعة والتراث

يسعى لتحقيقه من أجل أرشفة 70 بالمائة من التراث اللامادي الثري للجهة

تحمل الصورة الفوتوغرافية دائما رسالة حسبما أعرب عنه الشاب المصور عادل بوداب، معتبرا أن أية صورة لا تدافع عن قضية و لا تحمل رسالة "لا يمكن اعتبارها صورة"، اسم "ميلاف" التصق به مبكرا وهو دليل - كما يقول - ليس فقط عن تعلق دائم باسم الحاضرة ميلة التي تحتضنه منذ ولادته بها عام 1982، و إنما أيضا لما تختزنه وتختزله من ثراء تاريخي و طبيعي وسياحي يشد إليها المهتمين و الباحثين عن كل ما هو جميل.

وليست ميلة في رأي هذا المصور الفوتوغرافي سوى " قلب" منطقة طبيعية ساحرة غامرة بالجمال دفعته مبكرا إلى التأمل و البحث و الترحال بين مختلف زواياها و نواحيها الغنية بالتضاريس و التنوع و الحياة الطبيعية و البرية.

ولمن لا يعلم يؤكد عادل بوداب عضو الجمعية الوطنية لحماية الحياة البرية، فإن ولاية ميلة تتوفر على 12 قمة جبلية رائعة أصغرها علوا 1268 مترا عن سطح البحر وأعلاها قمة تمزغيدة ببلدية تسدان حدادة ب1600 متر، إلى جانب مزايا طبيعية أخرى مثل البحيرات على غرار بحيرة عين الحنش و الشلالات الطبيعية و المغارات التي كانت أخرها اكتشافا مغارة جديدة بتسالة لمطاعي لم تكشف بعد عن أسرارها الغامضة .

ومن بوابة الترحال و التجوال بهذه المناطق التي ألف عشقها دخل الشاب عادل منذ العام 2008 عالم الصورة الفوتوغرافية الواسع الفسيح بنية التعبير عن طبيعة قاسية، لكنها معطاء متفتحة كثيرا على جوانب الرزق مفتوحة عن آفاق الانتفاع منها في مجالات السياحة الريفية و الجبلية و الحموية وغيرها .

ويختزل المصور في رصيده الفوتوغرافي الثري لحد الآن 33 مشاركة وطنية في صالونات ومعارض وأيام خاصة بالتصوير و الصورة كان أخرها فوزه بجائزة أفضل معرض متكامل بالصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية بميلة بعنوان " أنا و البيئة " (ديسمبر 2017) لكن أفضل حضور له رسمه في محافل دولية يشهد لها بالقيمة في مجال الصورة الفوتوغرافية وأثبت فيها جدارته الفنية في تقديم الصورة المعبرة وتمثيل الجزائر بأفضل الصور .

ومن بين مشاركات هذا الفنان المتألق حضوره سنة 2010 في المهرجان الوطني للصورة التراثية بالقاهرة (مصر) و المهرجان العربي الثاني عشر للصورة التراثية بعمان (الأردن) 2014 و جائزة الشارقة الدولية للصورة العربية سنوات 2013-2015 و 2016 ، و كذا المعرض الدولي الرابع 2014 " نعم للسلام لا للحرب" ببغداد (العراق) فضلا عن جائزة غدامس (ليبيا) الدولية للصورة التراثية 2016 و آخر هذه المشاركات معرضين آخرين أقيما بنيويورك (الولايات المتحدة الأمريكية) سنتي 2016و2017.

و يهتم عادل كثيرا بإبراز الخصائص الطبيعية لولاية ميلة من خلال التقاطه لسلسلة صور غاية في الجمال تحت عنوان " اكتشف ميلة "، كما هو واضح من مشاركاته في مواقع التواصل الاجتماعي بنية التعريف بمزايا السياحة الجبلية بهذه الجهة الخضراء من الجزائر.

و قد أنجز هذا الفنان لحد الآن سلسلة صور رائعة عن 7 قمم جبلية من أصل 12 قمة عالية بشمال الولاية وهمه القريب إنجاز " ألبوم سياحي " عن الولاية بما يشير لإحساسه المرهف بالجمال الطبيعي المحلي ، ورغم اختصاصه في مجال التقاط صور الطبيعة إلا أن اهتمام عادل أخذ في التزايد و الميل أكثر نحو الصورة التراثية تناغما مع ثراء هذا الجانب بولاية ميلة التي تكتسب معالم و مآثر كثيرة لتعاقب عديد الحضارات وتراثا ثريا .

ولدى هذا المصور مشروع طموح يسعى لتحقيقه من أجل " أرشفة 70 بالمائة من التراث اللامادي الثري للجهة " بغية الحفاظ عليه من الاندثار و الضياع و حمايته للأجيال المقبلة .

وقد كانت ميلة العتيقة مؤخرا محل اهتمام منه إذ أنجز بها صورا تخلد نشاطات بشرية مهددة بالزوال على غرار اللباس التقليدي منها الملاية و الحايك وكذا الأطباق و الحرف القديمة وهو لذلك يلتمس عون السلطات العمومية المحلية لإنجاز هذا المشروع التراثي الهام على مستوى كافة بلديات و جهات الولاية .

عادل بوداب فنان من طراز خاص يعشق الطبيعة و التراث حتى النخاع يقود هوايته بكل التزام وجدية وطموح مثلما يقود حافلة نقل المسافرين التي يسترزق منها قوته اليومي.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي