الثقافي
عبد العالي مسقلجي.. رحيل موثّق الموسيقى الجزائرية
أحد أبرز الأسماء في بلاده الذي قدّم أغانٍ طربية وتنتمي إلى مدارس تراثية بقوالب غربية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 جانفي 2018
يعدّ الموسيقي الجزائري عبد العالي مسقلجي (1937 – 2018) الذي رحل الجمعة الماضي في مدينة تبسة؛ مسقط رأسه، بعد صراع طويل مع المرض، أحد أبرز الأسماء في بلاده الذي قدّم إغانٍ طربية وتنتمي إلى مدارس تراثية بقوالب غربية.
درس الراحل في بداية ستينيات القرن الماضي في "المعهد الرشيدي للموسيقى" في تونس، وتتلمذ على يد الموسيقي عبد الحميد بن علجية (1930 – 2006)، وبعد تخرّجه عمل هناك عازفاً في فرقة الإذاعة والتلفزة، حيث غنّى أعمالاً من تأليف عدد من الملحنين التونسيين مثل علي الرياحي والصادق ثريا.
بعد عودته إلى بلاده، اهتمّ مسقلجي بتقديم ألحان لشعراء جزائريين منهم محمد الشبوكي والزبير دردوخ، كما ساهم في تأسيس إذاعة تبسة وتقديم العديد من البرامج الإذاعية المتخصّصة في تاريخ الموسيقى ومدارس الغناء في الجزائر، وعمل على إنشاء عدد من الفرق، حيث أسّس مع الموسيقي الجزائري الراحل علي مقداد "فرقة السرور"، وكذلك فرقة "سماع للموسيقى العربية".
إلى جانب ذلك، شارك كعضو لجنة تحكيم في "برنامج "ألحان وشباب" الذي أطلقه التلفزيون الجزائري عام 1974 إلى أن توقّف في منتصف التسعينيات، وكان له دوره أساسي في اكتشاف العديد من الموسيقيين والمغنين.
انشغالاته الإذاعية والتلفزيونية وإدارته للعديد من المشاريع الثقافية في مدينته، أبعدته عن التأليف الموسيقي حيث لم يقدّم سوى القليل من الألحان الخاصة في تجربته التي جاوزت نصف قرن لعدد من الفنانين مثل جمال الدين درباسي وحمدادو الصادق ومحمد راشدي، وفي معظم حفلاته كان يؤدي أعمالاً لمطربين آخرين من بينهم محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، إضافة إلى مقطوعات من التراث والموشحات الأندلسية وأغاني الفلامنكو.
في عدد من الحلقات الإذاعية قام مسقلجي بتوثيق جوانب من حياة المفكّر مالك بن نبي (1905 – 1973)، والذي كانت تربطه به قرابة عائلية، إذ أمضى صاحب "شروط النهضة" فترة طويلة من حياته في تبسة، ويظهر أسباب معارضته للسلطة وعلاقته بالنخب الجزائرية في تلك الفترة، وآرائه في الموسيقى والفن.
ف. س/ الوكالات