الثقافي

تميز "ما بقات هدرة" للمسرح الجهوي بسكيكدة في تونس

خلال فعاليات مهرجان المسرح العربي

أثار العرض المسرحي "ما بقات هدرة" من إنتاج المسرح الجهوي بسكيكدة اهتمام الإعلام التونسي والعربي الحاضر لتغطية فعاليات مهرجان المسرح العربي التي تحتضنه الشقيقة تونس.

كما نال العمل اعجاب عشاق الفن الرابع الذين تفاعلوا مع ابداع الممثلين فوق الخشبة، ويتعلق الأمر بكل من بوفناز عبد الرؤوف، بودشيش أسامة، دراغلة جوهرة، شواط عيسى، صايم وردة، دراوي جلال، رحماني نبيل وبوشليط جلال، فيما كانت سينوغرافيا العرض من تصميم عبد المالك يحيى وتأليف موسيقي لحسان لعمامرة، وأنجز ديكور المسرحية الثنائي الرائع شرايطية سيف الدين ومفتاح محمد.

و"ما بقات هدرة" الفائزة بجائزة أفضل عرض في المهرجان الوطني الثاني عشر للمسرح المحترف بالجزائر هو عرض يعتمد منظور الفرجة ومسرح الإيماء والمهرج والاستعانة بالتقنية السينمائية، مثلما جاء في مقال مطول على صفحات يومية "الخليج".

وتدور حكاية "ما بقات هدرة" حول مفهوم البطش والاستبداد ضمن تأويلات رمزية عبر عنها مخرج العمل محمد شرشال بقوله: "لسنا بصدد إنكار جمال ورونق الكلمة وأهميتها أدبيا وفنيا، ولكننا نهدف من خلال المجازفة الفنية والمغامرة إلى إبراز الحياة التي نحاكيها مسرحيا في خط أكثر درامية حين نعتمد على الفعل المسرحي الخالص".

وأوضح كاتب المقال أن شرشال اهتم بتمرير قدر كبير من الإمتاع والدهشة، فبدا كأنه يقدم عرضا للعب بالعودة إلى طفولة الأشياء في مسعى إنساني عال، رغم ما حملته فكرة العرض من مضامين فكرية واجتماعية وحضارية.

واعتمد العرض على أداء الممثل بالدرجة الأولى، حيث الأداء الجسدي التعبيري المحترف بالاستعانة بأدوات التمثيل من سينوغرافيا وإضاءة ومؤثرات موسيقية وصوتية.

ويضيف صحفي "الخليج" أن العرض كشف عن أداء عال في التمثيل، كما انفتحت محمولات النص على رمزيات عدة من خلال الشخصيات كالشرطي ورجل الدين وغيرهما، وطرح العرض مقاربة لجدلية الزمن باللعب على مفهوم الفصول، حيث انتظار الشتاء الذي غاب مرورا بحلول الصيف الذي طال فأصاب الناس بالجفاف.

ومضى المقال في الثناء على "ما بقات هدرة"، لافتا إلى أن العرض نجح في استمالة جمهور الصالة إلى الإصغاء الشديد، كما شحن مخيلة المتفرجين بجرعة عالية من الدهشة والتفاعل وانتزاع الابتسامة والضحكات من خلال طرافة ما أبدعه الممثلون على الخشبة، من دون إغفال القضية الإنسانية التي تدور حولها فكرة النص.

ف. س

 

من نفس القسم الثقافي