الثقافي

يناير 2018: معرض للصناعات التقليدية بالجزائر العاصمة

احتفالا بالسنة الأمازيغية الجديدة «يناير 2968"

افتتح أمس أول بقصر الثقافة مفدي زكريا  بالجزائر العاصمة معرض للصناعات التقليدية احتفالا بالسنة الأمازيغية الجديدة  "يناير 2968"، وعرف المعرض -الذي نظمه قصر الثقافة بالتعاون مع مؤسسة خاصة- تقديم العديد من  الصناعات التقليدية الممثلة لمختلف جهات الوطن على غرار الملابس والحقائب  والحلي والحلويات بالإضافة إلى المنتوجات الحرفية وصناعة الفخار وملحقات  الديكور التقليدي وهذا بحضور العديد من العائلات.

وتشارك في هذا المعرض حوالي الثلاثين عارضة تمثلن مختلف الولايات الجزائرية  على غرار قسنطينة والبليدة والجزائر العاصمة وبجاية وغرداية، ومن بين المعروضات جناح لمشتقات التمور من تقديم العارضة باسليمان صفية من  مدينة بريان (غرداية) والتي قدمت العديد من الحلويات والسكاكر الطبيعية  المشتقة من التمر مضافا إليها أنواع مختلفة من الفواكه الجافة.

وتقول المشرفة على المعرض صابرينة سوفطا أن الهدف من هذه التظاهرة "الاحتفاء  بيناير كعيد وطني من خلال جو احتفالي يعكس مختلف الصناعات والمظاهر الثقافية التقليدية" عبر الوطن، أصبح عديد الجزائريين في السنوات الاخيرة  يحيون  ويحتفلون بيناير رأس السنة الامازيغية الذي اصبح يلم شملهم حول احتفالات وطنية  ذات رمزية قوية و متعددة, سيما و انه بات يحظى باعتراف رسمي. 

في هذا الصدد اكدت مليكة .د اطار في مؤسسة وطنية بالقول ان "للجزائريين أيضا  سنتهم  الجديدة الا و هو يناير الذي يحتفلون  به  كل سنة". كم  من مرة سمعنا  هذا التأكيد الذي يدل على اعتزاز بالانتماء الى هوية ثقافية خاصة بالشعب  الجزائري و التي تعد القاسم المشترك مع شعوب أخرى من جوانب أخرى، و اضافت نفس المتحدثة ان "هذا الطقس الاحتفالي اضحى منذ  بضعة سنين يؤخذ  أبعادا اكبر في المجتمع و يبدو لي بأن الجزائريين باتوا يحتفلون و يحيون يناير  بشكل اكبر مما جعل مظاهر هذا العيد تصبح بارزة للعيان". 

و نفس الملاحظة لدى فاطمة ربة  بيت  المنحدرة من حي شعبي عاصمي حيث اشارت الى  أن احتفال اصبح "واضحا" لدى العاصميين و الذي "سيكون  بالتاكيد اوسع  ابتداء  من  هذه  السنة  باعتبار أن 12  يناير أصبح يوما وطنيا مدفوع  الأجر. و سواء  تعلق الامر ب "العجوزة"  بالنسبة  للعاصميين أو"الفتاشة" و"المبدع" بالنسبة  للقبائل و الاوراس أو حتى كرنافال إيراد لبني سنوس بتلمسان فان الاحتفال  بيناير يخضع لنفس الرمزية المتمثلة في الاقبال على السنة  الجديدة ببشائر  الوفرة و التقاسم و الصحة و السعادة.

وتحول الاحتفال بهذا الارث الثقافي و المتعلق بالهوية شبيه " بموضة" بالنسبة   للبعض استنادا الى التوجه الملاحظ في السنوات الاخيرة و المتمثل  في تبادل  رسالات  التهاني سيما عبر الرسائل القصيرة  في هذه  المناسبة من  أجل تقديم   أمنيات "أسقاس امقاز" بين الأقارب و الأصدقاء، وإذا كان من البديهي على مر السنين أن الطقوس قد شهدت  تطورا بل و أيضا  تراجعا  فانه  يلاحظ  مقاومة يناير عبر  العالم فلازالت هناك : الفواكه الجافة  و الحلوى ( طراز) بكل الانواع و حلويات مثيرة  للشهية تستهلك بعد  وجبة   تقليدية  تم تحضيرها خصيصا لهذه  المناسبة مع وجبات الكسكس و الشخشوخة مع  تفضيل اللحوم البيضاء. 

و لا تزال الموائد  الجزائرية مليئة بها حيث يجتمع حولها  كل أفراد العائلة   بشكل الزامي. و يختلف الطقس الاحتفالي بحسب  الأذواق و الانتماء الجغرافي  للعائلات التي تحرص  كل الحرص على ادامة نقل العادة بكل ارتياح. وذلك حتى و أن  كانت بعض العادات قد زالت للأسف امام متطلبات أكثر حداثة كما يتأسف  له الذين   يشعرون  بالحنين  الى  التقليد على غرار علي المتقاعد يقيم  ببولوغين (  الجزائر  العاصمة)، و أضاف متأسفا "أتذكر جيدا كيف كنت أتقمص دور "العجوزة" لإخافة الأطفال  الصغار ثم أقدم لهم الحلويات بعد ذلك حيث يأخذ كل واحد منهم كيسا. للأسف  ممارسة هذه العادات و غيرها مما يدخل البهجة في قلوب الأطفال و الشباب تكاد  تنعدم في أيامنا هذه".

من جهتها أكدت الدكتورة في الفلسفة و باحثة الانثروبولوجيا الثقافية بالمركز  الوطني لأبحاث ما قبل التاريخ و الانثروبولوجية و التاريخية, غواليز لويزا أن  "جوهر هذه المناسبة محفوظ في الذاكرة الانسانية و ليس في صحن الأكل و هو ما  يجعل يناير حاضرا بقوة رغم الاوضاع الاجتماعية المختلفة", موضحة أنه مع مرور  الوقت تطورت الأمور حيث "لم يعد من الصعب على العائلات الآن أن توفر 7 دجاجات  تحضيرا لوجبة هذه المناسبة".

و في ذات السياق أشارت غواليز إلى أن "العادة تقتضي خلال هذه المناسبة  ان يأكل كل شخص حتى يشبع على خلاف باقي أيام السنة مستبشرين بعام خير", مذكرة  بان هذا التقليد نابع من مبدأ "إعطاء الاغنياء للفقراء" تحت إشراف "كبير  القبيلة أو الدشرة الذي تقع على عاتقه حماية الجميع من الجوع خلال أيام الشتاء  القارس"، و ترى الباحثة أن " ثقافة التضامن لا تزال حاضرة ليومنا هذه من خلال كرنفال  بني سنوس مثلا", مضيفة أن " يناير هو ايضا يوم تستعرض فيها حصيلة العام الماضي  على المستويين العائلي و الاقتصادي".

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي