الثقافي

ترميم تبسة.. بانتظار موعد التسليم

في ظلّ تأخّر معظم مشاريع ترميم المدن القديمة والوقوع في أخطاء أثناء القيام بذلك

رغم التصريحات الرسمية منذ أيام عن استمرار مشروع إعادة تأهيل وسط مدينة تبسة إلا أن الأعمال الجارية منذ عام 2016 لا يمكن التكّهن بموعد انتهائها في ظلّ تأخّر معظم مشاريع ترميم مدن الجزائر القديمة، والوقوع في أخطاء أثناء القيام بذلك.

يأتي ذلك بعد ثلاث سنوات على إطلاق خطة إحياء 100 ألف مبنى في تسع مدن لكن ندرة الطاقات البشرية المؤهلة، وإجراءات التقشف الاقتصادي في السنوات الأخيرة أدّت إلى بطء تنفيذ هذه الخطة، التي أتت متأخرة جداً بسبب تعرّض كثير من المعالم التاريخية لخطر الانهيار في أماكن عديدة.

الملّف عالق منذ التسعينيات التي شهدت توجهاً حكومياً بفرض تشريعات جديدة ودراسة ومسح العديد من المواقع التي يتهددها الزوال، غير أن مشاكل تقنية ونقص في الخبرات قادت إلى تشوّه الكثير من المباني، مثل "متحف باردو" في العاصمة، و"قصبة دلس" في مدينة بومرداس، وقصور غرداية في الجنوب.

من جهة أخرى، لا يوجد في الجزائر قانون خاص بالترميم، على غرار بلدان عربية عدّة، لذلك تقع تدخّلات عشوائية حيث لا تراعى المقاييس والشكل الأصلي للمناطق المرممة، وكل ما يحدث من أخطاء لا يعاقب عليها القانون.

في حالة تبسة، بدأت المطالبات بتأهيل الوسط التاريخي في 2010 ليعلن عن إطلاق أشغال الترميم في 2014، لكن العمل على الأرض بدأ فعلياً بعد ذلك بعامين، في الحاضرة التي تأسّست خلال الحكم الروماني في الشمال الأفريقي، وحملت تسميات متعدّدة مثل تيفاست وتاليست.

رصدت السلطات المحلية 280 مليون دينار جزائري من أجل تهيئة وإعادة تأهيل المدينة العتيقة، ومن المتوقّع أن يتم الانتهاء منها خلال الربع الأول من العام الجاري بعد إنجاز 75 % منها، بحسب التصريحات الأخيرة، حيث يخشى كثيرون أن لا تفي الجهات المسؤولة بوعودها كما حدث قبل ذلك.

من المعالم التي شملها الترميم قوس النصر "كراكلا" الذي جرت محاولات سابقة لترميمه لكنها توقّفت عام 2003، وكذلك السور البيزنطي الذي يحيط بالمدينة القديمة وله بوابات ثلاث أضيفت إليها أبواب أخرى في فترة الاستعمار الفرنسي، وساحة النصر (ساحة كارنو سابقاً)، ويفترض أن يجري تحويل قاعة في مبنى البلدية إلى متحف يضم آثار المدينة.

ف. س/ الوكالات

 

من نفس القسم الثقافي