الثقافي
اقبال كبير على متحف الأمير عبد القادر بمليانة
يعد ذاكرة المدينة والجزائر بأكملها من خلال تاريخه والتضحيات المقدمة لاستعادة استقلال البلاد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 جانفي 2018
شكل متحف الأمير عبد القادر بمليانة ولاية عين الدفلى خلال العطلة المدرسية الأخيرة التي اختمت أمس نقطة التقاء الزوار معظمهم من الاطفال المتعطشين على التعرف أكثر على هذا الصرح الذي يرمز إلى مقاومة الشعب الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية، ويصر الشباب و الاطفال سواءا كانوا لوحدهم او مرفوقين بأوليائهم القادمين إلى مليانة على زيارة هذا المكان الذي يعد ذاكرة المدينة و الجزائر بأكملها من خلال تاريخه و التضحيات المقدمة لاستعادة استقلال البلاد.
وتم ترميم هذه الاقامة القديمة للامير عبد القادر ذات طابع مغاربي و تحويلها إلى متحف في سنة 1997، ويكتشف الزائر من خلال قاعات العرض التي يتكون منها المتحف المتواجد بقلب مدينة مليانة مختلف مراحل تاريخ الجزائر بصفة عامة و منطقة مليانة بصفة خاصة من العهد الروماني إلى غاية الاستقلال.
و بدون شك تعد قاعة الاسلحة التي تضم مجموعة من الاسلحة المستعملة ابان المقاومة الشعبية الاكثر جلبا لانتباه الزوار الذين يقفون مطولا بها. بنادق و مسدسات و سيوف تعرض في هذه القاعة إلى جانب اشياء اخرى تحكي تاريخ البلاد، إن التأمل في هذه الأسلحة و الوسائل البدائية مقارنة مع الوسائل المتاحة لفرنسا آنذاك تعكس الإرادة والاستياء الكبيرين الذين دفعا الأمير عبد القادر ورجاله والجزائريين عموما إلى محاربة الاحتلال, يقول سفيان احد الزوار الذي كان برفقة زوجته و اطفاله الأربعة.
و بالإضافة إلى الجانب التعليمي فان زيارة متحف بحجم متحف الامير عبد القادر يشكل حسب هذا الاب القادم من الجزائر العاصمة فرصة لشرح للأجيال الجديدة التضحيات التي قدمت من اجل نيل استقلال البلاد، ومن جهته قال عيسى موظف من بسكرة أن الهدف من زيارة هذا المتحف هو ترسيخ حب الجزائر لدى الجيل الجديد للشباب.
واضاف ذات المتحدث ان العديد من الكتب المدرسية في التاريخ تشير إلى فترة مقاومة المحتل ولكن بالنسبة للأطفال ليس هناك بالتأكيد أفضل من التقرب من كل ما يعود بهم إلى هذه الفترة من الزمن مع التأمل في مسيرة الأمير، واعتبر هذا الرجل الذي يمارس مهنة حرة أن زيارة مليانة دون زيارة المتحف لا يمكن تصورها لان هذه المؤسسة هي "موسوعة" حقيقية من المرجح أن تلخص مراحل كثيرة من تاريخ البلاد.
من جانبها تحظى قاعة حرب التحرير الوطني المخصصة للتاريخ المعاصر باهتمام الزوار و رغبتهم في معرفة المزيد عن الثورة لا سيما من طرف الأطفال الذين يتأملون اللوحات و الصور و الوثائق المعروضة.
و بالنسبة لنائبة مدير المتحف غوشيش سميرة و التي تتولى مهام "دليل" فإن هذا النصب يلعب دورا مكملا للمدرسة ويعمل على توطيد المفاهيم و الجوانب المكتسبة لدى التلاميذ.
و يسمح المتحف الذي يعد حافظا حقيقيا للذاكرة حسب نفس المسؤولة بتوطيد الذاكرة الجماعية مشيرة إلى أن المبنى يشكل أيضا نقطة التقاء الوفود الرسمية الزائرة لمليانة.
مريم. ع