رياضة

ولد علي يقود ثورة رياضية وبيراف الناجي الوحيد

الكاراتي يعاقب دوليا، ألعاب القوى وكرة اليد تسقطان

يمكن اعتبار سنة 2017 من بين اسوء السنوات التي مرت على الرياضة الجزائرية، حيث عرفت خلالها العديد من الخيبات والنكسات، سواء على مستوى النتائج او على مستوى التسيير، وبرز أزمة كبيرة لم تجد طريقها الى الحل حتى الان بين وزير الشباب والرياضة وعدد من ممثلي الاتحادات ورئيس اللجنة الاولمبية مصطفى بيراف. وقاد الوزير الهادي ولد علي زلزال رياضي باتم معنى الكلمة من خلال اطاحته بعدد كبير من المسيريين، وكانت كلمة الوزارة حاضرة في انتخابات الاتحادات الرياضية متذرعة بالقانون الذي يخول لها منع أفراد من الترشح لتولي الاتحادات بناء على عقود مبرمجة سابقا. وكان مصطفى بيراف الوحيد الذي لم يطله سوط الوزير الهادي ولد علي، حيث رفض مطالب للرحيل من منصبه وترشح لعهدة جديدة رغم معارضة الوزارة، والتي لم تعترف بشرعيته حتى الان، بسبب طعون عدد من رؤساء الاتحادات في الانتخابات. وعلى مستوى النتائج حققت الرياضة الجزائرية مهازل كثيرة، أبرزها مهزلة بطولة العالم لألعاب القوى، حيث خرج ممثلو الجزائر من المنافسة من الأدوار الأولى بمن فيهم العداء العربي بورعدة الذي مر جانبا بسبب معانته من الاصابة، في حين غاب البطل الاولمبي توفيق مخلوفي نهائيا عن المشاركة متحججا بالاصابة. وخسرت الجزائر زعامتها الافريقية في الدراجات لصالح المغرب، وحققت مشاركة محتشمة في بطولة افريقيا للملاكمة، وكان القفاز الجزائري خارج الإطار ايضا في المونديال بعد أن أقصى جميع الملاكمين مبكرا بمن فيهم نائب بطل العالم السابق محمد فليسي الذي لم ينجح في تحقيق أحلامه. وتواصل خيبات كرة اليد الجزائرية وفضائحها على حد سواء، وكان أخرها مساعي أعضاء المكتب التنفيذي لطرد رئيس الاتحادية الحبيب لعبان من منصبه ورفض الوزارة الامر. وفي باقي الرياضات فان الجيدو حقق اسوء حضور له في البطولة الافريقية، وفشلت منتخبات كرة السلة والطائرة في التأهل الى البطولة القارية، أمام في كرة اليد فكان الشفل ذريعا بعد ان فشل المنتخب في التأهل الى كاس العالم القادمة، وحقق الرغبي بداية جيدة بالفوز على زامبيا بعدها خسر لقب شمال افريقيا، وكان تألق رياضي ذوي الاحتيجات الخاصة في بطولة العالم الحسنة الوحيدة التي شرفت الجزائر هذا العام.

 

26 رئيسا جديدا في الاتحادات الرياضية

تميزت سنة 2017 بتجديد الهيئات الرياضية الوطنية في عملية انتقدها الكثير من ممثلي الحركة الرياضية الذين رفضوا تدخل وزارة الشباب والرياضة من خلال "تطهير شامل" مسّ أكبر الاتحاديات في الجزائر. وعرفت هذه العملية "المطولة" لتجديد الهيئات الرياضية التي استغرقت أكثر من ثلاثة أشهر بعد نهاية العهدة الأولمبية 2013-2016, انتخاب 26 رئيسا جديدا و إعادة انتخاب 15 آخر, في الوقت الذي لا زالت فيه الاتحادية الجزائرية للكاراتي دو تسير بواسطة مكتب مؤقت في انتظار تنظيم الجمعية العامة الانتخابية. وكان وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، قد أكد مرارا وتكرارا بأنه يملك كل الصلاحيات لتقييم نشاط كل الاتحاديات التي تبقى مطالبة بتقديم حصيلتها للسلطات العمومية، وإلا ستكون المكاتب المنتهية عهدتها غير مسموح لها بالترشح لعهدة أخرى، بسبب سوء التسيير أو غياب النتائج، وهو اجراء طبقته الوصاية حرفيا. 

 

عملية التطهير مست كل الاتحاديات

في هذا السياق، مست عملية التطهير للاتحاديات الرياضية، اكبر الهيئات الوطنية على غرار كرة القدم، ألعاب القوى، الجيدو, الدراجات و الملاكمة التي تضم أكبر عدد من الممارسين عبر الوطن, طبقا, حسب الوزارة, للنصوص المتعلقة بقانون الرياضة رقم 13-05 و المرسوم التنفيذي رقم 14-330 الخاص بتسيير الاتحاديات. بالنسبة لمسؤولي وزارة الشباب و الرياضة، فإن منع مرشحين من الترشح "اجراء قانوني عادي", طالما وأن الرؤساء المنتخبين كانوا قد تعهدوا في بداية عهدتهم, على تحقيق نتائج ايجابية من خلال امضائهم لعقود "تحقيق الأهداف" مع السلطات العمومية "التي لم تدخر أي جهد من أجل تقديم المساعدة للاتحاديات بهدف تطبيق برامجها و خاصة تحضير الرياضيين, لكن الانجازات المحققة في أولمبياد ريو-2016 كانت بعيدة عن كل الآمال".

 

رؤساء اتحاديات ممنوعون من الترشح

واعتُبر رؤساء اتحاديات الملاكمة و الجيدو و السباحة و ألعاب القوى والرماية الرياضية و الكرة الطائرة، على سبيل المثال، غير قابلين للترشح للعهدة الأولمبية 2017-2020, بالإضافة إلى عدد من أعضاء المكاتب الفيديرالية المنتهية عهدتها. زد على ذلك، وضعية رئيس الاتحادية الجزائرية للدراجات، رشيد فزوين الذي ترشح لولاية ثانية، لكن طلبه قوبل بالرفض من طرف لجنة الترشيحات بسبب دعوى قضائية تواجهه مع وزارة الشباب والرياضة. كما عرفت الاتحادية الجزائرية للمسايفة عدة مشاكل وانسدادات أدت الى التأخر لعدة أسابيع من أجل انتخاب رئيسها قبل ان تنظم جمعيتها العامة الانتخابية في سرية تامة، بالإضافة إلى اتحادية كرة القدم حيث استعمل البعض كل الوسائل الممكنة لتأجيل موعدها الانتخابي الى درجة التلويح بتدخل الاتحاد الدولي (فيفا). بعد الانتهاء من عملية تجديد الهيئات الرياضية، اعترف وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي ضمنيا، عقب تحقيق أجرته مصالحه، بوجود "بعض النقائص" في النصوص القانونية المسيرة للاتحاديات، حيث صرح ما يلي: "لقد لاحظنا ميدانيا بأن النصوص القانونية لا يتم تطبيقها وخاصة منها قانون 13-05 المتعلق بتنظيم وتطوير النشاطات الرياضية والبدنية، حيث أن أغلبية الاتحاديات لا تخضع للنصوص القانونية والقوانين النموذجية للهيئات الرياضية".

 

خروقات بالجملة في اشغال الجمعيات العادية والانتخابية لعدة اتحاديات

وفي هذا الإطار، عرفت أشغال الجمعيات العادية والانتخابية عدة "خروقات" بسبب وجود بعض الاجراءات التي لم يتم تطبيقها، على غرار تلك المتواجدة في المادة 12 للقانون النموذجي للاتحادية الرياضية، والذي ينص على الاقتراع السري، وهو شيء جديد أحدث جدلا كبيرا خلال الجمعيات العامة. كما أن المادة الخامسة لنفس القانون النموذجي عرفت انتقادات كبيرة، حيث تتطرق لعملية دراسة والتصويت على الحصيلتين المعنوية والمالية للاتحادية خلال أشغال جمعيتها العامة، والتي يشارك فيها الرئيس وأعضاء مكتبه من بينهم الأمين العام وأمين الخزينة، بصوت استشاري، وبالتالي لا يحق لهؤلاء التصويت على الحصيلتين المعنوية والمالية. كما أن الرؤساء السابقين للاتحاديات يستطيعون الترشح لكنهم لا يصوتون، وهو ما أثار الكثير من الانتقادات لدى الحركة الرياضية. ولم تتأخر التغييرات الواسعة التي طرأت على الاتحاديات ان تظهر عواقبها داخل مكاتبها التنفيذية، على غرار رئيس اتحادية الملاكمة عبد المجيد نحاسية الذي أوقف من مهامه من طرف الوزارة بسبب طريقة تسييره، ليتم عقد جمعية عامة انتخابية جديدة عين على أثرها عبد السلام دراع رئيسا جديدا. نفس الشيء بالنسبة للاتحادية الجزائرية للرياضات الكروية التي عرفت انتخاب رئيس جديد وهو محمد شراع خلفا لمحمد رضا حروق المنتخب في شهر مارس الماضي لعهدة أولمبية (4 سنوات) قبل أن يستقيل من منصبه بعد خلاف له مع المكتب التنفيذي. وتعرف الاتحادية الجزائرية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة نفس المشاكل، حيث ثار بعض المحتجين على رئيسهم محمد حشفة بسبب "تصرفاته و قرارته", شهورا قليلة فقط بعد تنصيبه على رأس هذه الاتحادية, دون نسيان ما يقع في اتحاديتي التايكواندو و كرة اليد من اضطرابات.

 

تيفو عين مليلة يصنع الحدث عالميا ويحرج السعودية 

نهاية السنة الحالية شهد احتفالية أنصار جمعية عين مليلة بتيفو خاص تسبب في أزمة دبلومسية بين الجزائر والسعودية أعقبه تحقيق واعتذار رسمي من الوزير الاول ,أحمد أويحيى للسعودية، ليكون تيفو أنصار عين مليلة ضمن أبرز الاحداث التي عرفتها الساحة الكروية بالجزائر خلال العام الحالي. ورفع أنصار لاصام لافتة سياسية على هام مباراة فريقهم أمام غالي مسعكر في ختام مرحلة الذهاب من الرابطة المحترفة الثانية، حيث أظهرت وجه للملك السعودي سلمان والرئيس الامريكي ترامب بجانب القدس ومكتوب عليها " وجهان لعملة واحدة" وهي اللافتة التي اعتبرها السفير السعودي مسيئة لبلده.


إعداد: أنيس. ل

 

من نفس القسم رياضة