الثقافي

السخرية من مظاهر الفساد في عرض "الإشاعة" لأم البواقي

ضمن المهرجان الوطني للمسرح المحترف

عرضت نهاية الأسبوع الماضي بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي مسرحية "الاشاعة" لمسرح أم البواقي, وهي عمل كوميدي ساخر يتناول  الفساد والمسؤول بالنقد والتعرية يدخل المنافسة ضمن المهرجان الوطني للمسرح  المحترف.

اعتمد المخرج أحمد خودي على تكثيف الفكاهة والحركة على الركح, وأظهر الكثير  من المفارقات التي يعيشها المسؤول الفاسد وحاشيته في البلدات المعزولة  والنائية عن مركزية العاصمة.

تدور الحكاية التي اقتبسها علي جبارة عن عمل نيكولاي جوجول في مدينة صغيرة,  حيث يديرها رئيس بلدية فاسد رفقة مجموعة من المسؤولين الذين يدورون في فلكه,  وتصل اشاعة إلى شلة الفاسدين بزيارة مفتش للتحقيق في تسيير المدينة, الأمر  الذي يضطرهم إلى الانتباه والاستعداد.

وتتزامن حيرتهم في التعامل مع المفتش المزعوم مع زيارة شاب لبلدتهم, هذا  الشاب الذي يأتي مفلسا ويضطر للإقامة في فندق البلدة يتحول إلى الرجل المنتظر,  ويجد نفسه محاطا برعايتهم يتلقى الرشوة والاحتفاء, بل حتى عرض زواج من بنت  المير, قبل أن يكتشفوا بأنه الرجل الخطأ في الوقت الذي يكون الشاب قد غادر.

ولعل أبرز خطأ في العرض هو الصورة التي قدمها عن المسؤول الفاسد والتي تربط  بينه وبين الريفي أو ابن البلدة, وليس ابن المدينة الكبيرة, وهي صورة مبتذلة  منذ زمن "كرنفال في دشرة" حيث لم يعد الفاسد المحلي هو الجاهل المرعوب من  المركزية.

اعتمد العرض على سينوغرافيا فقيرة لا تعدو السرير أو الأريكة أو طاولة  الاستقبال, ولكنها تفي بمتطلبات العرض, وقدم أغنية جماعية عن وضع المدارس  والمستشفيات والعدالة, ثم أخرى تراثية في ليلة وضع الحناء.

لغة المسرحية وحوارها كان اقرب إلى البلاهة لدى المرأتين اللتين افتتنتا  بالوافد على البلدة ودخلتا في صراع للظفر به وهما بنت المير وأمها, وهنا وصلت  المسرحية إلى قمة التعرية الأخلاقية لمجتمع الفساد, حيث يعبث الضيف بشرف  مضيفه.

يقدم خودي موقف الرشوة الذي اعتاده المسؤولون ليتحول إلى سلوك روتيني, إذ  يتقدم نحو الشاب المسؤول تلو الآخر لمنحه مالا بالعملة الصعبة، واستطاع الممثلون أن يؤدوا بشكل مقبول أدوارهم خاصة المير والشاب, فيما حصرت  المرأتين في دورين ضيقين وموجهين لم تمكناهما من تغيير صفة البلاهة.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي