الثقافي

"هاجر أنت لست شجرة" : قصص من واقع "الحراقة" تحمل القارئ إلى عالم الرعب

في أول تجربة نشر للكاتب أسامة ثقي الدين رميشي

تأخذ المجموعة القصصية "هاجر أنت لست شجرة  "المستمدة من واقع "الحرقة" قارئها إلى أجواء مغامرتيه دفع اليأس بأصحابها إلى  مواجهة أهوال البحر في تحدي دونكيشوتيي للموت، في هذه القصص الواقعية وتحت عنوان مثير و جذاب "هاجر أنت لست شجرة" الصادرة  عن "دار المثقف" يغوص متصفح الكتاب في رحلة هيتشكوكية يصارع فيها أبطال  واقعيون كل مخاطر الهجرة غير الشرعية او "الحرقة "كما يسميها  الجزائريون .

يروي الكاتب أسامة ثقي الدين رميشي في أول محاولة كتابية بصدق و بأسلوب بسيط  وقائع عايشها شباب وأحيانا اسر بأكملها أثناء محاولاتهم الهروب من أوطانهم إلى حيث "الأمل".

يكتشف القارئ بكثير من الألم أهوال هذا العالم الذي تزداد مخاوفه كلما ابتعد المهاجرون على متن القوارب الهشة التي يوفرها مرتزقة الموت المتاجرين بأرواح  شباب راح يطلب النجدة في الضفة الأخرى والتي غالبا ما تضحى مجرد سراب.

يحيط المؤلف في سرده لهذه المجازفات الخطيرة القارئ بكل المعلومات عن ظروف و متاعب "رحلات الموت"على لسان أصحابها واصفا بدقة نقلا عنهم هواجسهم و وحدتهم  وسط أعداد كبيرة من المهاجرين في ظروف تذكر بصور معاناة العبيد المهربين من "جزيرة جوري".

في كل حكاية من الحكايات تفاصيل قد تتشابه أو تختلف عن طرق الهجرة والتحضير لها وفراق الأهل لكنها تلتقى في المعاناة والقمع و الضرب و السجن الذي ينتظر  الكثير من هؤلاء في  الضفة الاخرى  ////اذارين" اذا ما سعفهم" الحظ "في بلوغ اليابسة.

يقترب هذا العمل في بنيته من الربورتاج لان الكاتب كان بمثابة همزة وصل بين هؤلاء "المجازفين" والقارئ حيث نقل قصصهم كما سردت على لسانهم او كما كتبوها  في وسائل التواصل الاجتماعي.

ويتجلى ذلك خاصة في أسلوب الكتابة الذي جاء مختلفا من قصة لأخرى حسب مستوى صاحبها كما يكتشف القارئ على مدى الصفحات ال320 ل" هاجر أنت لست شجرة" أخطاء  كثيرة لم يصححها الناشر إلى جانب نقائص فنية في الطباعة .

لكن ورغم ذلك فقد صنع الكتاب الحدث خلال الصالون الأخير للكتاب منذ اليوم الأول حيث استنفذت النسخ ال500 المعروضة .

و مهما كان الغرض من هذا الاهتمام بالكتاب الذي اعتبره البعض انه "لا ينتمي  لأي جنس أدبي" إلا أن الكاتب -وهو شاب في ال 25 - نجح في تسويقه معتمدا على  ظاهرة "الحراقة" التي تنخر جسد المجتمع الجزائري و مستغلا أيضا شبكة التواصل الاجتماعي في الإشهار لعمله.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي