الثقافي

سليمان بن عيسى: لهذا السبب أعدنا عرض "بابور غرق"

قال إن كثرة التوظيف للتاريخ والسرد للأحداث في أعمالي يعود لارتباطه بالتاريخ

استعرض الكاتب المسرحي سليمان بن عيسى في برنامج " المرصد الثقافي " للقناة الإذاعية الأولى جوانب من تجاربه المسرحية ونظرته لواقع المسرح الجزائري وما يشوبه من أزمة النصوص، ففي حديثه عن خلفيات المسرحية الشهيرة "بابور غرق" التي عرضت بمناسبة الذكرى الخمسين لمسيرته الفنية، أوضح بن عيسى أن طاقم العمل أراد الإحتفال مع الشعب الجزائري بعمل أحبه هو نفسه، مضيفا أن عرض "البابور غرق" كان مطلوبا بكثرة لذلك حاولنا تقديمه بإبداعه الأولي حيث تركناه على إبداعه الأولي الأساسي كما أراده الجمهور".

ويلخص العمل مساره الفني الملتزم حيث تولد العواطف الصادقة افعالا وجيهة تدعو إلى  العمل و إلى التفكير العميق المفضي إلى التقدم في مقاربة بحتة للفن الرابع.

وفي رده على سؤال حول توظيفه التاريخ والسرد للأحداث بأغلب أعماله المسرحية، اشار سليمان بن عيسى إلى أن " كثرة التوظيف للتاريخ والسرد للأحداث في أعمالي يعود لارتباطي بالتاريخ"، وأضاف : " التاريخ كذاكرة شعبية يهمني كثيرا لأنه مفروض علينا ولسنا مسئولين عنه. و علينا ، نحن كفنانين ،  إيضاح الذاكرة التاريخية على خشبة المسرح. الذاكرة التاريخية وحدتنا ولا بد من بنائها بشكل جيد، وأعتقد أنها مسؤولية الجميع كل في موقعه".

وتابع :" الذاكرة لها طريق آخر وتتركز على التاريخ، و هناك إجماع من الممثلين لتقديم الشخصيات التاريخية فنيا، وعندما قدم الفنانون الفرنسيون نابليون في أكثر من عمل كان من تقمص دوره صادقا معه، وقدم جانبا مختلفا من شخصيته. أما  نحن في الجزائر فلم نظهر سوى جانبا واحدا من تاريخ ثورتنا وشهدائنا ومجاهدينا كالشجاعة والتحدي وغيرها".

ليست التاريخ وحده الذي يميز أعمال بن عيسى المسرحية، لكن الكتابة نفسها مميزة. إلام ترجع ذلك؟ يجيب بن عيسى :" أنا ابن الشعب، وأبوي كانا فصيحين رغم أميتهما. كما أنني كنت أرفق أبي للسوق حيث كنت أستمع لحديثه مع الناس، وأتعلم منهم الكلام و تربينا على قيمة الكلمة. ثم تعلمنا الفصحى والفرنسية، وأنا رجعت للثقافة الشعبية التي تمتلك قوانينها ويحبها الشعب، وهي اللغة التي تصلح للمسرح. لذلك نسعى في المسرح إلى تسهيل السمع للجمهور لكي نتمكن من المضي قدما خلال المسرحية. ثم يجب أن يكون التركيب المسرحي قويا لأنه هندسة ولديه قوانينه،لذلك فهو مستعصي على الكثيرين".

وعن رأيه في أزمة النصوص التي يعرفها المسرح الجزائري، أكد بن عيسى أن " المسرحية مرتبطة باللغة المستعملة يوميا، والمسرح ليس حكاية بل هو مسرح صراعات وحل العقد، ونعلم الناس كيف يتجاوزون هذه العقد، لذلك يصعب أيضا طرح هذه العقد والبحث عن حلول لها من خلال حكاية بسيطة و مهذبة ويفهمها الشعب. بمعنى آخر المسرح يجب أن يعكس انشغالات المجتمع".

و أستطرد : "من الضروري أن يكون العمل المسرحي أولا عملا فنيا خالصا قبل كل شيء مهما كانت أهدافه وطموحاتها. وإذا تغلب الأخير سيكون العمل فشلا. وأنا شخصيا ملتزم بهذا الأمر. لابد من البحث عن الطريق الجمالي لإيصال المعلومة للمجتمع".

ويرفض المتحدث ما يعرف بالجانب الجمالي في العمل المسرحي، مؤكدا أنه لا يؤمن به لأنه يتحول  أحيانا إلى أي شي. وأوضح:" الأعمال المسرحية لا بد أن يكون لها جانب تاريخي واجتماعي وإنساني. إذا بني على هذه الأركان فهو عمل فني صحيح".

يشار إلى أن سليمان بن عيسى ألف نحو 20 مسرحية وأزيد من 1500 تمثيل بالجزائر قبل سنة 1993 و ما يقارب 1800 حفل بالخارج.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي