الثقافي
متحف الحاج محمد الطاهر فرقاني فضاء يخلد مشوار فنان وضع بصمات لا تمحى في الفن الجزائري
بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بوسط مدينة قسنطينة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 ديسمبر 2017
ستحل بعد أيام قليلة الذكرى السنوية الأولى لانطفاء شمعة الحاج محمد الطاهر فرقاني ذلك الفنان الذي أثرى الموسيقى الجزائرية الأصيلة فتربع على عرش أغنية المالوف و استحق لقب عميدها في حياته وتخصيص متحف دائم لأعماله و ذكرياته بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بوسط مدينة قسنطينة بعد وفاته.
و في تصريح صحفي، أوضح زيتوني عريب، المدير المحلي للثقافة - المديرية التي بادرت إلى فتح متحف لعندليب سيرتا بالطابق الثاني لقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة - أن"محمد الطاهر فرقاني الذي كان له على مدار أكثر من 6 عقود الدور الرائد في ترسيخ قواعد الغناء القسنطيني الأصيل و في نشر الأغنية الجزائرية عموما في أكثر من بلد يحتاج لفضاء مثل هذا ستكون أجنحته بمثابة ألبوم للصور العائلية يعود إليه محبو الحاج كلما راودهم الحنين للتراث الغنائي الجزائري الأصيل".
وأردف قائلا " حتى و إن صمت صوت عندليب سيرتا عن الغناء إلا أن كل من يراوده الحنين إلى ذلك الصوت الاستثنائي سيظل المتحف, الفضاء الدائم و الملاذ الآمن".
وقال ذات المسؤول بأن الفضاء المخصص للحاج محمد الطاهر فرقاني الذي اقترن اسمه بمدينة قسنطينة التي حملها في حنجرته الذهبية و بجسورها التي لم ينافسها سوى صوته الذي صور عنفوانها و جمالها هو "نواة متحف سيتم إثراء محتوياته في وقت لاحق", مبديا ثقته في تعاون أسرة الراحل و الشغوفين بفنه من أجل المساهمة في إنجاح هذه المبادرة التي تستهدف على وجه الخصوص "رد الجميل لفنان أغنى المكتبة الموسيقية الجزائرية بالكثير من الأعمال التي نهل منها الفن الجميل والأصيل".
وبعد أن أشار الى أن جميع محتويات هذا الفضاء تم الحصول عليها من أسرة الفنان الراحل على أمل أن تتسع رقعة المتطوعين لاحقا لتعزيز لبنة هذا الفضاء الفتي, كشف عن أنه ستتاح لزوار أجنحة هذا المتحف "فرصة الاطلاع على المسار الفني لعندليب سيرتا الحافل بالعطاء على اعتبار أنه يتضمن مئات الصور الخاصة به مع كبار المسؤولين بالدولة و الفنانين و حتى الصور العائلية و عديد الآلات الموسيقية التي عزف عليها في حفلاته و شهادات التكريم و الأوسمة الشرفية التي حظي بها الفنان الراحل".
ولفت في هذا السياق الى أنه "تم تخصيص جناح شرفي يضم آلة الكمان التي لطالما رافقت الحاج في حله و ترحاله و التي أهداها لحفيده عدلان السائر على نفس درب الحفاظ على طابع المالوف و وسام العشير الذي منحه إياه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة علاوة على رسالة التعزية التي بعث بها رئيس الدولة إلى أسرة الفقيد إضافة إلى عديد الأسطوانات النادرة".
وصرح زيتوني عريبي أن هناك "إتصالات جارية مع إدارة الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة من أجل المساهمة بطريقتها في إثراء هذا الفضاء من خلال تقديم أسطوانات أو تسجيلات نادرة للفنان الراحل".
ولد الحاج محمد الطاهر فرقاني و إسمه الأصلي رقاني في 9 ماي 1928 بقسنطينة وبدأ الغناء في سن الثامنة عشر. وتوفي الفنان يوم 7 ديسمبر 2016 بمستشفى بباريس (فرنسا)عن عمر ناهز 88 سنة.
مريم. ع