الثقافي
ربيعة جلطي للإذاعة: السرد عشقي.. ولا أتعاطف مع أبطالي!
أشارت إلى أن "عملية الكتابة كما الولادة لدى المرأة"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 نوفمبر 2017
تحدثت الكاتبة الروائية ربيعة جلطي عن علاقاتها مع الكتابة و السرد و أبطال أعمالها وكذا لحظة ميلاد "جنين " الكتابة، رافضة الميل لجنس على آخر و مؤكدة على "صدقها مع جميع أبطالها"، وخلال برنامج "المرصد الثقافي" للقناة الأولى، اعترفت صاحبة " تضاريس لوجه غير باريسي" أنها "تكتب الأنثي في جميع أعمالها، الأنثى المتميزة لكن ليست ضد الآخر".
وأضافت :" أكتب الإنسان، أكتب الأنثى بصفتها إنسان، أكتب الرجل والأنثى كبشر أولا. علي أن أتسلح بكل ما أعرف عن هذا الرجل بكل خصوصياتهم، وهذا يتطلب تميزا و بحثا عميقين في جميع التخصصات لأصل إلى حقيقة ما يجري داخل هذا الإنسان".
وعن نوعية شخوصها في أعمالها، أوضحت جلطي :"في رواياتي الأبطال ليسوا كلهم جميلين، قد يكونون بشعين، لكن دواخلهم فيه نور. كما الزبير "كروفات" بطل بشع لكننا عندما نقرأ الرواية سنعشقه ونحبه لأن ليده مميزات خاصة لا توجد في الآخرين. هناك أحيانا فلسفة القبح. أحيانا يخبيء خلف هذه الواجهة اشياء داخلية جميلة، قد يكون جميلا لكن داخله منفرا".
وعن تعلقها اللافت بالسرد في أغلب أعمالها، أضافت :"جدتنا الأولى شهرزاد في ألف ليلة وليلة بئر يغرف منه العالم كله، أعتقد أن الحكاية والسرد كانا لي حضنا عندما كنت صغيرة في غياب حضن الأم بسبب اليتم. السرد هو الغوص في عوالم أخرى، ونسبح في رحم أمهاتنا. لذلك التصق بي دائما لدرجة لما كنت في الثالثة لما بدأت قراءة قصص الأطفال (حول الخوارق) مستقاة من ألف ليلة وليلة، حينما تقترب العطلة تكون الفراغ، فيطلب مني المعلم الوقوف في المنصة لأقص لزملائي ما قرأت، فيبقوا في الإستماع لي. ثم بدأت حكاية السرد في أغلب أعمالي".
و اشارت " حين كنت صغيرة كنت أطلب من جدتي أن تأخذني إلى حلاقي بالمدينة الجديدة بوهران، ثم حين ذهبت إلى دمشق كنت أذهب للحكواتي خلف جامع الأمويين لأستمع لحكواته. يلتف حوله أشخاص من كل الجنسيات، وهو بعصاه يحكي حكايات مختلفة، و هو ما آسرني كثيرا.. لذلك أرى أننا نحن أبناء طفولتنا. كل الأشياء التي نتعلمها صغارا تبقى في الذاكرة. فتحت عيني على مكتبة في البيت غنية بالكتب لأن أبي كان يعشق الكتب فأخذت منه هذا العشق".
وبشأن اللغة، أكدت صاحبة "نادي الصنوبر" أن " العمر وأسفارنا ولقاءاتنا وقراءاتنا تؤثر فينا، كما يؤثر فينا الأشخاص، وهو يثري حواسنا ولغتنا وطريقتنا في التعامل مع الآخر، وبالتالي الكتابة عن الآخر تكون أكثر تجذرا. حينما نكتب عن شخص يحضر وهو تقريبا مكتمل، ويكون غنيا ومقنعا للقاريء".
وتصر ضيفة "المرصد الثقافي" على وصف لحظة الكتابة بأنها "انشطار"، مشيرة إلى أن "عملية الكتابة كما الولادة لدى المرأة"، وأوضحت " الكتابة إنشطار، يمتلئ الإنسان بالأحاسيس مثل الإسفنجة ثم يبدأ يكتب. بالنسبة لي الليل صديقي منذ الطفولة، والصباح للمدرسة. أنا لا أخطط للكتابة ولا أبرمج. أفكر كامرأة، فالكتابة مثل عملية الولادة، عندما تأتي لا يمكن تأجيلها أو تخفيف وجعها. عندما تأتي الكلمة الأولى والجملة الأولى والنظرة الأولى للبطل أو البطلة لا تعرف كيف تأتي، لكنها تأتي فجأة.. حينها أبدأ بالكتابة، وإلا فإن الجنين سيموت !".
وتنفي ربيعة جلطي أي ميل لأبطال رواياتها على حساب آخرين أو التعاطف معهم، مؤكدة أنهم نتاج الواقع، وأوضحت: لا أعتقد أنني تواطأت مع أبطال رواياتي. فأنا عادلة معهم. عادلة مع الشرير ومع الطيب، عادلة مع الرجل كما المرأة. ولا أتباكى على مصير أبطالي. أبطالي في الرواية هم في النهاية ترجمة للواقع، لأشياء أخرى غير جنسية أبطال. الخير والشر لا جنسية له، وحينما أتحدث خارج الروايات أقول إن التخلف الذي نعيشه نتاج الرجل لكنه مسؤولية المرأة أكبر. لأنها الأولى هي التي أعطت المصل لأولادها".
مريم. ع