الثقافي

أصدقاء وطلبة التشكيلي الراحل شكري مسلي يلقون النظرة الأخيرة عليه

ووري الثرى أمس

ألقى أمس أول بقصر الثقافة بالجزائر العاصمة رفاق وطلبة الفنان التشكيلي الراحل شكري مسلي النظرة الأخيرة عليه قبل  أن يوارى الثرى أمس السبت بمدينة تلمسان، وشهد القاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد حضور تشكيليين وطلبة فنون  بالإضافة إلى عائلة الراحل.

وألقى ممثل وزير الثقافة عيساني هشام كلمة أشاد فيها بالحضور القوي  لبصمة الراحل في عالم الفن الجزائري, معتبرا ان الجزائر فقدت "قامة من قامات  الفن التشكيلي" مشيدا بمساره التأسيسي, ليصفه بأنه "من طينة الكبار" وبأن  "الانسانية كلّها فقدت فنانا كبيرا".

فيما تحدث التشكيلي كريم سرقوة باسم طلبة الفنون التشكيلية منذ 1985 معتبرا  ان الفقيد "لم يكن مرافقا بيداغوجيا فقط بل كان معلما إنسانيا وثقافيا" وذكر  بدوره في تعريف الطلبة برموز الثقافة العالمية والجزائرية, مضيفا أنه سمح  للطلبة "بالتكوين والتدرب باستمرار من خلال أسلوبه".

وذكر سرقوة بدور مسلي في بث الأمل في قلوب الفنانين الجزائريين سنوات  التسعينيات حيث اعتبر أنه "زرع فينا الأمل وروح المقاومة لنستمر".

واعتبر التشكيلي دونيه مارتينيز أن الجزائر والفن التشكيلي "فقد أحد القامات  المهمة" وذكر بأن الاهتمام بفن الراحل "لم يكن في مستوى ابداعه وعبقريته التي  كان يمكنها أن تقدم أكثر للجزائر والفن التشكيلي".

وتوقفت الفنانة التشكيلية جهيدة هوادف عند الدور الكبير الذي لعبه الفقيد في تسهيل الوصول إلى الثقافة التشكيلية في المدرسة, معتبرة أنه  ورغم أنها لم  تتمدرس على يديه مباشرة إلا أن "حضوره في مدرسة الفنون الجميلة كان بحد ذاته  فرصة ثمينة" واضافت التشكيلية أنها "تحتفظ بصورة لامعة للفنان الذي قدم الكثير  للفن الجزائري بحضوره واصغائه للطلبة" مذكرة بأنه "سعى لمنح التشكيل الجزائري  هوية خاصة" وترحمت الفنانة على فقيدي الفن التشكيلي الجزائري خلال الأيام  الأخيرة صالح حيون وبلقاسم أوفرساوي.

وتوقف ابن الفقيد لحظة صمت على روح والده معتبرا أن "الصمت كان ملهمه" وأنه  "لطالما اعتبر الفن التشكيلي هو الشعرية الصامتة" قبل أن يشكر للفنانين دعمهم  لعائلة الفقيد، وكان التشكيلي الجزائري شكري مسلي قد اسلم روحه يوم الاثنين الماضي  بأحد مستشفيات باريس عن عمر ناهزال86 سنة.

وقد ولد الفقيد في 8 نوفمبر 1931 بمدينة تلمسان وسط أسرة مثقفة تحب الفن خاصة  الموسيقى. و زوال دراسته من الابتدائي إلى الثانوي بمسقط رأسه قبل أن تنتقل  أسرته في 1947 الى الجزائر العاصمة .

وكانت الخطوات الأولى لمسلي في عالم الرسم في تلك الفترة قبل أن يبدأ  تعلم أصول هذا الفن على يد فنان المنمنمات الكبير محمد راسم بمدرسة الفنون  الجميلة ، وشارك الفقيد في تأسيس مجلة "شمس" وفي 1954 التحق بمدرسة الفنون  التشكيلية بباريس وبدأ يعرض ابتداء من 1956 أعماله الفنية لكنه توقف عن الرسم  ليلتحق بصفوف جبهة التحرير الوطني حيث شارك في اضراب الطلبة في 1956، وأقام الفقيد عدة معارض بالجزائر وخارجها معروفا بحبه للوطن كما تجلى  في العديد من اعماله حيث يعد من مؤسسي الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي