الثقافي

"سيلا 22"... ضعف حضور المهنيين وزيادة في المنشورات الأدبية

مئوية معمري الحدث الأبرز

تميزت الطبعة الـ 22 لصالون الجزائر الدولي للكتاب التي اختتمت فعالياتها مساء أمس الأول الأحد بضعف حضور المهنيين للندوات المبرمجة وزيادة بالمقابل في الإصدارات الأدبية، مع حضور عددي لكتاب ناشئين، وكان زوار سيلا 2017 على موعد مع العديد من النشاطات الثقافية حول الأدب والفكر والتاريخ، غير أنها لم تستقطب في أغلبها جمهور المهنيين من باحثين ومختصين وطلبة، وخصوصا في جناح "روح الباناف" وكذا جناح جنوب إفريقيا ضيف شرف هذه الدورة، وتم خلال هذه اللقاءات التناول للعديد من المواضيع التي تتكرر منذ سنوات، على غرار الإسلام والغرب وأسماء الأماكن وغيرها من المواضيع الجانبية.

وعرفت من جهة أخرى العديد من أجنحة دور النشر الجزائرية والأجنبية حضور كتاب تعود عليهم الجمهور، حيث شاركوا قراءهم إبداعاتهم الجديدة، على غرار واسيني الأعرج وأمين الزاوي بالإضافة إلى الروائية الواعدة كوثر عظيمي، كما حضر فعاليات الصالون عدد من الكتاب الأجانب، بينهم الغيني تييرنو مونينمبو والعراقي علي بدر وكذا المصري وحيد طويلة.

 وما ميز أيضا سيلا ال22 الزيادة الملحوظة في الإصدارات الأدبية -خصوصا الروائية منها، حيث برزت مجموعة كبيرة من الشباب مع صدور أكثر من 180 رواية باللغات الثلاث (العربية، الأمازيغية والفرنسية) أزيد من 90 % منها بالعربية ونصفها تعتبر العمل الأول لأصحابها.

 وقد دفعت هذه الظاهرة إلى طرح تساؤلات كثيرة بخصوص الناشرين الداعمين للأعمال الأولى و النوعية الأدبية لهذه الإصدارات وتجنيسها، حيث اعتبر البعض أن ظاهرة الإقبال على الكتابة "حالة ايجابية"، بينما رأى آخرون أن هذه الأعمال "تفتقد لجماليات الإبداع الأدبي الناضج".

وعرفت من جهة أخرى دور النشر العربية و الأجنبية التي تصدر إنتاجاتها باللغة الإنجليزية، إقبالا من الجمهور -وخصوصا من فئة الطلبة- على مختلف الكتب العلمية والأدبية، على غرار كلاسيكيات الأدب الأنجلو-ساكسوني وهذا على الرغم من ارتفاع أسعار الكتب خلال هذه الدورة وفقا للعديد من الزوار.

وعلى غرار الطبعات السابقة خصص الصالون فضاءات أخرى، كجناح المركز الوطني للكتاب والمسرح الوطني الجزائري والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، غير أن هذه الفضاءات اكتفت بالحضور دون تنظيم نشاط يذكر حسب المراقبين المتتبعين عادة لفعاليات السيلا.

شكل تنظيم الملتقى الدولي حول حياة وأعمال الكاتب و الأنثروبولوجي واللساني الجزائري مولود معمري بالموازاة مع فعاليات سيلا 2017 الحدث الأبرز خلال هذه الفترة.

وتحت شعار "أموسناو (مفكر): مصدر التقارب الحضاري العالمي"، نظمت المحافظة السامية للأمازيغية هذا الملتقى احتفاء بالمفكر الجزائري في ذكرى مئوية ميلاده (1917- 1989) بحضور عدد معتبر من الأنثروبولوجيين وعلماء اللسانيات والمؤرخين المختصين في منطقة شمال إفريقيا من إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية واليابان إضافة إلى أكاديميين جزائريين.

ومن المواضيع مبرمجة الدور الذي لعبه فكر معمري في التأسيس للبحث العلمي في مجال الثقافة وعلاقتها بالهوية.

كما تطرق المشاركون إلى الدور المحوري لمعمري في بداية التأسيس لمدرسة أنثروبولوجية جزائرية محضة بتكوينه للدفعات الأولى من الباحثين الجزائريين المتخصصين في الأنثروبولوجيا الذين واصلوا أبحاثه في اللغة والثقافة الأمازيغية.

وكانت الطبعة ال22 للصالون قد عرفت مشاركة 972 دار نشر من 50 بلدا بينها 314 دار نشر جزائرية و658 أجنبية.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي