الثقافي

كتاب يؤكدون على أهمية الكتاب الورقي في زمن الوسائط الالكترونية الحديثة

ضمن لقاءات صالون الكتاب الدولي بالجزائر

التقت تجارب كتابية شعرية وروئية مختلفة على منصة واحدة ضمن لقاءات صالون الكتاب الدولي بالجزائر، فتحدث كتاب عن تجاربهم في اليوم الدراسي حول الكتاب والمدرسة الذي جاء تحت عنوان "من الطباشير إلى القلم: تجارب كتاب"..فاختلفت البدايات وكانت النتيجة واحدة إبداع في عالم القلم وسحره.

وقال الروائي فيصل الأحمر في المنصة التي جمعته بالكتاب راسين سينغور وجيلالي بن شيخ ويوسف تونسي وعبد الحميد شكيل، أنّ علاقة الكتابة بالمدرسة تعيش في منزله رفقة بناته وكيفية التعامل مع الحروف وتعلمها بغض النظر عن الخوف الذي يساير لحظات الكتابة الأولى للحروف داخل القسم أو مع أولاده داخل البيت. 

وأضاف الأحمر أنّ هناك سحر يرتبط بكل هذا والاجمل هو فكرة التحكم في الفضاء داخل القسم بالمدرسة (السبورة) فكان الفضول يراوده دائما مالذي يوجد على ظهر السبورة وماذا كتب عليه. لذلك كان يعتبر أنّ هذه العلاقة بين الكتابة والسبورة شيء يختفي ويظهر.

واشار المتحدث أنّا ما يثيره هو فكرة وضع جزء من المعرفة على السبورة أو لوح القرآن ثم يمحى بسرعة ورغم أنّ المعلومات تمحى ولكن تبقى عالقة في الذاكرة.

ولم يخف أنّه مع تجاربه في الكتابة بدأ يشتغل على الخيال العلمي الذي يعني خلق عوالم وفضاءات والأهم فيه هو السفر والرحلة عبر الزمن.

بدوره الكاتب سينغور راسيم اعتبر أنّ توجهه نحو الكتابة ولاسيما حبه لها بدأ منذ الطفولة عندما كانت تجذبه رائحة الكتاب والورق وأثر الكتابة على شخصية معينة من خلال الأعمال التي قرأها. وأكدّ اسينغور أنّ للكتابة سحر خاص تنطلق من فكرة يجب أن تروي وتصف.

ولفت أنّ بداياته طانت في سن العاشرة عندما كتب اول نص حول عيد الأضحى ونشر في إحدى الجرائد ببلاده، لكن انتقاله من التعليم في الثانيوة والجامعة إلى الكتابة جاء بعد الإحساس الذي راوده بأنّ الجمهور الذي يكتب له داخل الجامعة محدد ولديه خصوصية معينة بينما جمهور الرواية أو الكتابة بصفة عامة فعريض.

وأكدّ أنّه يعتمد على تقديم نصوص خفيفة بسيطة ونصوص شعرية جميلة حتى يقدم صورة للقارئ حول حديث معين أو تقاليد ما وتترسخ في ذهنه.

ولم يخف أنّ في تعليمه انتقل من مكان إلى أخر بل ومرحلته الإبتائية كانت بثلاث مدن، ميزت بعضها خصائص كثيرة منها الطبيعة الخلابة والتقاليد وغيرها.

أمّا الكاتب جيلالي خريج الجامعة الجزائرية، فقال أنّ علاقته كتاباته والمدرسة بدأت في الخمسينيات إبّان الاحتلال الفرنسي حيث كانت روف الحياة صعبة فلا ماء وكهرباء. وأردف جيلالي بن شيخ: " نشأت على صوت الطبشور في السبورة وتعلمنا كيف نكتب الحروف بطريقة سليمة على يد الفرنسيين. وتابع في معرض حديثه: "كنّا في المستوى الثاني نفك شفرات الجمل كأن تصل كلمة بأخرى وتكون جملة مفيدة وما يتعلق بالحروف ايضا" واشار في معرض حديث أنّ مدرسهم الفرنسي كان يميز بين الجزائريين والفرنسيين المعمرين كأن يفرض عليهم أنّك فرنسي ولست جزائري؟

وأوضح أنّه مع مرور الوقت عرف آسيا جبرا ومولود معمري وكاتب ياسين ومحمد ديب في العام 1962، إلا أنّه تعرض ببعض الكتاب الغربيين كتبوا مؤلفات مهمة ومثيرة بالنسبة لها منها كتاب بعنوان "بدون عائلة" كتبه كاتب غربي. وبدوره، يرى يوسف تونسي لديه 7 روايات أنّ الكتابة تعني السفر والاكتشاف والحكي، بدأت رحلتها بالنسبة إليه من مدرسة بأحد أحياء العاصمة، ولا يزال يتذكر يوم أهداه والده كتابا وأمه محفظة. وقال تونسي أنّه يحترم كثيرا الكتاب وهو في سن صغيرة باعتباره مسلم لأن ما جذبه إلى الكتاب هو رائحة الحبر والورق التي كانت تحملها كتب تأتي من المشرق والغرب.

وعن اول عمل نشره أوضح أنّه لم يشعر بسعادة مثلها وقتها، وكان قارئا نهما أما أول كتاب قرأه وعمره 11 سنة مؤلف يتحدث عن جنوب إفريقيا وكان يذكره بجرائم وعنف الاستعمار الفرنسي الذي مارسه الجزائريين. كما قرأ كتابا بقي عالقا في ذهنه عنوانه " "الكنز"، لتليها قراءات أخرى لرويات مشابهة تتحدث عن البحر والسفن والميناء وغيرها وهو في سن الطفولة.

وأكدّ حبه للكتاب الورقي لما يخلقه من سعادة عندما يمسكه أو يشم رائحة ورقه ومداده رغم التطور الحاصل على مستوى الوسائط الالكترونية الحديثة.

وبالنسبة شكيل عبد الحميد فقال أنّه كان راعيا قبل ان يدخل عالم القراءة والكتابة وواجه رفض والده لرغبته في الدراسة ولكنّه أصر حتى بلغ مراده بعد أن اجتاز عقبات كثيرة كادت أن توقف حلمه المشروع. وعبرّ في السياق: " درست في المدرسة القرآنية واشتريت التمر واهديته للمعلم وقبلته على جبينه هذه من التقاليد والأعراف في بيئتي". وتابع شكيل: " ابعدها انتقلت إلى قرية أخرى وكان هناك معلم يدرس بطريقة شبه عصرية درست وقتا، ثم انتقلت إلى قسنطينة ولم تكن الأمور سهلة ودرست في مدارس ليلية ب2 دج للشهر الواحد".

وأعتبر في الصدد ذاته أنّه بعد 6 أشهر دخل المدرسة الكتانية ونجح في الأخير بعد تعرضه لمواقف محرجة أبرزها محاولة طرده.

ولم يخف أنّ أول قصيدة كتبها نشرها في مجلة آفاق عربية وعنوانها "مخاض الكلمات"، ثم الف مجموعة شعرية أخرى ثم توالت إنتاجاته الأدبية التي بلغت 25 ديوانا شعريا وخمس مجموعات جاهزة حاليا.

مريم. ع
 

من نفس القسم الثقافي