الثقافي
أكاديميون: الفلسفة تحتاج إلى السؤال.. والجزائر مجال خصب لها
ضمن لقاء أدبي على هامش "سلا 22"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 أكتوبر 2017
• جوهر الفلسفة يقوم عليه الوعي البشري في حياتنا اليومية
دعا أكاديميون وفلاسفة إلى قراءة الفلسفة وطرح الأسئلة بعيدا عن مقولات أنّ الفلسفة لا فائدة لها ولا طائل منها في ظل معتقدات الناس أنّ الفلسفة في أرض الواقع لا وجود لها، وجمعت ندوة "ما فائدة الفلسفة؟ ضمن سلسلة لقاءات "سيلا 22" كل من الدكتور إسماعيل مهنانة ومحمد شوقي الزين وبشير ربوح عمر بوساحة الذي أدار اللقاء.
قال إسماعيل مهنانة أنّ ما الفائدة من الفلسفة وتعلمها سؤال مفخخ؟ كأنّما تقول لا شيء يرجى منها؟ لوكنها تطلق من المنفعة والفائدة واتخاذ الاثنان كمعيار للحكم على الفكرة وعلى الشيء أو على الشيء الذي لا فائدة منه لا منفعة له.
وأضاف مهنانة أنّ للفلسفة شقين تقني وتجاري تقوم على مسألة الفكرة وجلب الفكرة المنفعة أو الضرر وهي أشبه بأفكار التاجر القائمة على الربح أو الضرر. وأشار أنّ هذا النموذج هو السائد داخل المجتمع من حيث الفائدة والمنفعة لذلك تشاع النظرة السلبية حول الفلسفة.
ولم يخف المتحدث أنّ خطورة الفلسفة تكمن في السؤال نفسه، لكونها توجه السؤال ولكن بناء السؤال يحتاج إلى معرفة وأدوات ووجب تعريفه وكيفية طرح الأسئلة. وأكدّ في السياق أنّ الفلسفة فكرة مناهضة للتسرع والخضوع وتحتاج إلى التريث وإعطاء السؤال حقه. معتبرا أنّ الفلسفة ليس لها وظيفة معينة ووظيفتها تتماشى والخطاب السائد.
وبدوره، محمد شوقي الزين قال أنّ جوهر الفلسفة يقوم عليه الوعي البشري في حياتنا اليومية، وترتبط الفلسفة بما يجعل سعادة الإنسان وبما يحاول مقاومته من كل الأخطار التي تواجهه كالألم والتقلبات وغيرها بل هي حافز لمواجهة المشاكل.
وشبه الفلسفة بالمدينة لها هيكل وروح من خلال قاطنتها ووسائل الحياة اليومية بها، بينما التفلسف هو الشيء الذي يحرك الفلسفة من الداخل تماما كما المدينة. واعتبر أنّ التفلسف لا يتعرض بطبعه مع الهيكل لأنّ المشتغلين على الفلسفة مثل المهندسين في مجال البناء.
من جهته، أكدّ بشير ربوح أنّ الفلسفة لا تنزعج من الأسئلة وتقوم على السؤال والأسئلة تدفع العقل إلى التجديد والتغيير ولكن ظروف السؤال تبقى مختلف، كما لا يمكن دخول عالم الفكر إلاّ بالسؤال. وأشار ربوح أنّه لا توجد أسئلة بريئة بل كل سؤال وراءه رؤية ومنطلق معين ونظام معين لذلك على حدّ تعبيره الفلسفة ترحب بكل الذهنيات والعقليات والإختلافات وتقوم على النقد من أجل خلق انبثاق جديد. ولفت أنّ الفلسفة تحمل طابع الخصوصية في الجزائر من منطلقات كثيرة منها الاستعمار والتحرر ومرحلة بناء الدولة وكذلك المجتمع والدين والأخلاق وغيرها. ومن بين أدوارها أنّ صناعة أفق جديد باعتبار أنّ الأنظمة الشمولية سواء الأنظمة الدينية أو السياسية أو الاقتصادية تقدم نفسها على أنّها هي الخلاص وهي الأنسب.
وأشار أنّ الفلسفة تحاول خلق أفق خارج الأنظمة الشمولية ومحاربة النزعة الجاهزية، قائلا في السياق أنّ الشباب والطفولة والتاريخ والدين، الظلم الإجتماعي.. في الجزائر مواضيع فلسفية والراهن يدعو إلى التفكير بغية التأسيس لحوار داخل المجتمع الجزائري من منطلق "الكائنات الخائفة لا تصنع التاريخ" كما قال.
مريم. ع