الثقافي
اكتب التاريخ انطلاقا من الأسئلة التي تسكنني كانسان
قدم روايته الأخيرة "ابن شيئول"، أنور بن مالك:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 أكتوبر 2017
قال الروائي الجزائري المغترب أنوار بن مالك، بأن روايته الأخيرة "ابن شيئول"، التي يقارب فيها موضوع "محرقة اليهود" خلال الحرب العالمية الثانية، تنطلق من منظور إنساني بعيد عن موقف المواطن العربي من نزاعات منطقة الشرق الأوسط، و القضية الفلسطينية، موضحا بأنه استمد شرعيته في الكتابة عن إبادة اليهود من قبل الجيش النازي، من قراءته لكتاب عن أول إبادة في التاريخ المعاصر، ويتعلق الأمر بإبادة الشعب الناميبي سنة 1904 بأمر رسمي من الجيش النازي .
وقال ضيف الطبعة الثانية و العشرين (22) للصالون الدولي للكتاب، أنور بن مالك خلال لقائه أمس بالجمهور الجزائري بقاعة سيلا، بأنه لا يهتم بكتابة التاريخ إلاّ إذا كان للإجابة عن تلك الأسئلة التي تسكنه، والتي ترتبط كثيرا بالهم الإنساني، ماذا لو كنت واحدا من هؤلاء الذين أبيدوا في تلك المحرقة؟، ماذا لو كنت مجاهدا وقع في يد الاستعمار الفرنسي؟، ماذا لو كنت جزائريا وقع في يد الإرهاب سنوات العشرية السوداء؟، وماذا كنت سأفعل لو كنت يهوديا ألمانيا في طريقي إلى غرف الغاز النازية؟. كلها أسئلة قال صاحب رواية "إبن شيؤل"، بأنها تجعله يكتب ذلك التاريخ الذي يصادم بين شخوص رواياته و التاريخ.
في إطار كشف تلك المعركة الحتمية بين بعض اللحظات التاريخية وبين الحرية التي يتم دفع ثمنها غاليا في بعض الأحيان، موضحا بأنه لا يركز في نصوصه على صناعة شخوص أبطالا، بل أشخاص عاديين يكتشفون ذواتهم ويظهرون للآخرين عبر أوضاع غير عادية.
وأضاف ذات المتحدث بأن هناك من يظن بأنه بعيد عن محرقة اليهود التي حدثت في ألمانيا في أربعينيات من القرن الماضي، باعتباره جزائريا، لكن بالبحث والقراءة ـ يقول أنور بن مالك ـ أنّه إكتشف أن أول إبادة ألمانية لليهود حدثت 1905، و التي تعد أول إبادة في القرن العشرين، وذلك لأنه بقرار رسمي تم قتل 80% من شعب الهيرورو فيما يسمى الآن "ناميبيا"، وذلك بناء على قرار واضح وصريح من ألمانيا، وأضاف "بن مالك" أن هذه الإبادة لم تعترف بها ألمانيا إلا في عام 2015.
وفي سياق حديثه عن علاقته باللغة العربية و بالوطن العربي، أبدى أنور بن مالك عشقه للغته الأم، العربية التي قال بأنها تراث إنساني غني، تم اغتياله في العراق و سوريا و اليمن و سائر البلاد العربية، مبديا حزنه و غضبه من الوضع الذي يعيشه الوطن العربي منذ سنوات، وسط الدمار والفوضى والحقد المنتشر في العالم العربي اليوم. و الذي أدى إلى نهاية التنوع الثقافي في العراق،و نفس الشيء في سوريا واليمن الذي دهسته جيوش التحالف التي تخوض ضده حربا ضروس. و هو الوضع الذي قال انو بن مالك يجده القارئ في عديد الروايات لكتاب العالم العربي الأحرار، الذين يواجهون خطر الموت. و الذين لا يحظون بالمساندة من قبل القارئ العربي.
ف. س