الثقافي

مفدي زكريا حاضر في الصالون الدولي للكتاب

مؤسسته قدمت وثائقيا حول تطور النشيد الوطني الجزائري

عرضت مؤسسة مفدي زكريا، أمس أول فيلما وثائقيا للمخرج السعيد عولمي، بقاعة المحاضرات علي معاشي، عنوانه: " مفدي زكريا.. شاعر الثورة "، في إطار مرور أربعين عاما من وفاته ، وكشف بعض أسرار حياته لجمهور الصالون الدولي للكتاب بالجزائر. 

على مدار 72 دقيقة، تابع الحاضرون أهم محطات مؤلف النشيد الوطني "قسما"، من مولده ونشأته وتعليمه بالكتاتيب إلى غاية جامع الزيتونة. ليعرّج المخرج في مشاهد فيلمه على التجربة السياسية بانضمام مفدي زكريا إلى صفوف العمل السياسي والوطني، أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، ومواكبته الحركة الوطنية في المغرب العربي بشعره وكفاحه.

استند مخرج الفيلم على شهادات شخصيات عايشت شاعر الثورة في عديد مراحل حياته بينهم الدكتور لمين بشيشي وحاج محمد ناصر، والدكتور بلقاسم عبد الله والأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، الراحل عبد الحميد مهري. إلى جانب باحثين تونسيين ومغاربة منهم الدكتور محمد الكاديلي وعلي الإدريسي. 

وتضمن الفيلم الوثائقي شهادات مثيرة عن تطور النشيد الوطني الجزائري، إذ كانت قصيدة "اعصفي يا رياح" هي نشيد شهداء الجزائر حينما يساقون إلى المقصلة بالسجن وتم تأليف النشيد الوطني "قسما" في صائفة سنة 1955، إثر اتصالات حثيثة من طرف حسين بلميلي، الصديق الحميم للشهيد عبان رمضان بالشاعر مفدي زكريا. 

حسب شهادة مريم زرداني، فإن مفدي زكريا، أرسل النشيد الوطني في كرة مخيطة بها جرائد قديمة وذلك من أجل ضمان سرية المراسلة.ليحط النشيد الوطني الجزائري بتونس، ولحّنه محمد التريكي، لكن هذه النسخة لم تعمر طويلا. وإن كان للملحن المصري محمد فوزي شرف تلحين النشيد الوطني فإن ذلك حصل بعد إلحاح شديد منه ورفض أن يتلقى أي مقابل مادي وراء ذلك. 

وحسب شهادة مثيرة لأحمد سعيد مدير إذاعة صوت العرب، فإنه طلب من عدد من الملحنين القيام بتلحين النشيد الوطني وتحاشى تقديم العرض لمحمد فوزي، لأنه كان ملحنا للأغاني الهزلية والكوميدية، وأمام إصرار محمد فوزي على شرف تلحين النشيد الوطني الجزائري لدرجة أن اغرورقت عيناه بالدموع، فقبل مدير القناة وقدّم له نص النشيد الذي لحّنه على نفقته الخاصة من تكاليف التسجيل والكورال، مصرا على عدم أخذ أية أجرة مقابل ذلك.

ف. س

 

من نفس القسم الثقافي