الثقافي

ملحمة "صابرة" تجمع بين التاريخ والبادية والمستقبل الزاهر في تونس

ستشارك في بعض مهرجانات المسرح بالجزائر

أكدت بعض الجمعيات الثقافية والفرق المسرحية في الجزائر، منها من شاركت في مهرجان دوز العربي في طبعته الـ 12 بتونس، بأن ملحمة صابرة تعتبر مكسبا ثقافيا لمسرح تونس لأنها أعطت لوحة فنية مغايرة للعمل الملحمي، الذي تجاوب معه الجمهور في مدينة دوز السياحية لأن الملحمة تنقل محطات عديدة منها قصة صابرة وهي فتاة بدوية تصبر على فراق حبيبها بشير الفارس الذي يذهب لمقاومة الفرنسيين من أجل الحرية والاستقلال.

وخلاصة هذا الاستعراض أن عبد الصمد المولود الذي يجمع بين صابرة وبطل المسرحية بشير هو الأمل لغد جميل، حيث ينجح المخرج مكرم السنهوري في صناعة مشهد مميز له عدة دلالات تربط المشاهد مباشرة بنهاية ملحمة وطنية بلف المولود في العلم التونسي، وهو ما يوحي بالأمل في استمرار وبقاء تونس دائما يافعة وخضراء.

شارك في بطولة هذا الاستعراض رماح السنوسي، سلوى الشيباني، الممثل القدير عبد الناصر عبد الدايم، محمد بالحاج والممثلون هادية عبيد ومحب الصغير ولطيف بن عمر وعماد بن ناجي وآخرون.

وقد خدمت السينوغرافيا العرض ويظهر ذلك واضحا في تقديم عدة قطع رمزية منها البئر الذي يرمز لخصوصية المنطقة ولواحقه، ما يوحي بأن القصة حدثت في البادية والأثاث، إلى جانب اللباس والملحفة التونسية القديمة ذات الألوان الزاهية والطربوش والسروال العربي، كما أبدع المخرج في ترتيب الإكسسوارات الأخرى التي أعطت إضافة للملحمة.

وبالنسبة للموسيقى فقد كانت معبرة، كما تم توفير مقاطع غنائية مستوحاة من الزمن القديم تبعث راحة خاصة في قلب المتفرج وتعرّف الزائر لدوز على عادات وتقاليد أهل البادية وأعراسهم في ذلك الزمن، كل هذا التنويع وقوة أداء الممثلين الذين ظهروا منسجمين ومتأثرين بالأدوار المنوطة لهم ساهم في نجاح هذا العمل المسرحي والذي جاء حسب بعض النقاد المسرحيين والممثلين كأحسن عرض متكامل.

للإشارة، فإن هذه المسرحية ستكون حاضرة في مهرجان مسرح قرطاج، كما ستشارك في بعض المهرجانات الخاصة بالمسرح في الجزائر.

ف. س

 

من نفس القسم الثقافي