الثقافي
الجزائر حاضرة في مهرجان "الواحة" السينمائي البلجيكي في دورته الثانية
تشارك بـ "تيمقاد" و"البحث عن الجنة"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 أكتوبر 2017
تدور قيمة مهرجان "الواحة" السينمائي في بلجيكا هذا العام حول الانهيارات السياسية والثقافية التي يعاني منها عالمنا العربي اليوم، ومن ثم تسلط الدورة الثانية للمهرجان المزيد من الضوء على عدد من الأفلام التي تناقش النزاعات المسلحة، والعلاقات السياسية والثقافية الراهنة بين بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من جهة، وأوروبا من جهة أخرى.
قال علي نزير علي مدير مؤسسة "أومنس" المنظمة للمهرجان إن "من بين أبرز الأزمات التي تتناولها أفلام المهرجان هذا العام، الأوضاع الحالية في سوريا ومصر والجزائر وفلسطين وتونس".
ومن هذه الأفلام يعرض المهرجان الفيلم التونسي "على كف عفريت"، من إنتاج 2017 وإخراج الفرنسية التونسية كوثر بنت هنية، والفيلم الجزائري "تيمقاد"، من إنتاج فرنسا 2016 وإخراج فابريس بنشوشة، والفيلم المصري السويدي "حادثة هيلتون النيل" للمخرج المصري طارق صالح، والفيلم الفلسطيني "صائد الأشباح" للمخرج الفلسطيني رائد أندوني، والفيلم الإسرائيلي الفلسطيني "بر بحر" للمخرجة الفلسطينية ميسلون حمود، والفيلم الجزائري "البحث عن الجنة" للمخرج مرزاق علواش من إنتاج 2016، وأخيرا يعرض المهرجان فيلم "إنسيرياتيد" للمخرج البلجيكي فيليب فان ليو.
"تيمقاد" هو فيلم من إنتاج فرنسا سنة 2016، للمخرج الفرنسي ذي الأصل الجزائري فابريس بنشوشة، وخلال أحداثه التي لا تزيد عن 101 دقيقة، نتعرف على عالم الآثار "جميل" الذي يسافر إلى الجزائر للتنقيب في المدينة الرومانية القديمة المسماة "تيمقاد".
وفي أحد أيام إقامته بالمدينة يقرر جميل أن يصبح مدربا لفريق "جوفنتوس" وهو ناد محلي لكرة القدم بالمدينة، وفي فترة تدريبه للفريق يعتمد جميل على 11 طفلا بعمر 12 عاما، فنرى الأطفال يلعبون الكرة بحماس شديد، إلاّ أنهم في حالة رثة، لا يملكون قمصانا أو حتى أحذية للعب، لكنهم مليئون بالطاقة ومفعمون بالموهبة، ليتبين لاحقا أن أفضل لاعب في الفريق هو فتاة صغيرة تنكرت في صورة ولد لتمارس هوايتها المفضلة وهي لعب الكرة.
وبين الأنقاض العتيقة لآثار مدينة تيمقاد الجزائرية يكتشف جميل منعطفات وتقلبات غريبة في تاريخ بلده الجزائر، فيلم بسيط عن المساواة بين الجنسين والتسامح الديني، إلاّ أنه مضحك ويتحوّل في كثير من مشاهده إلى كوميديا سوداء.
ومن الجزائر أيضا يحضر في المهرجان الفيلم الجريء "البحث عن الجنة" وفيه يعود المخرج الجزائري مرزاق علواش إلى موضوعه القديم، ألا وهو معالجة قضية التطرف الديني التي ابتليت بها بلاده منذ ما يقرب من أربعة عقود، وصبغت عقد التسعينيات من القرن الماضي بالدماء.
"لكل رجل في الجنة نبيذ خرافي لا ينتهي و72 عذراء!"، من هذا المنطق الذي يشيعه شيوخ الإسلام المتطرفون، ينطلق علواش في البحث عن إجابة للسؤال "أين الجنة، وكيف الوصول إليها؟".
هو أيضا أحد التصوّرات المذهلة للحياة ما بعد الموت، حسب ما جاء على لسان أحد الشيوخ السلفيين عبر شريط مصوّر على موقع يوتيوب، وتقوم الصحافية "نجمة" بتحقيق مصوّر حول تصوّرات شرائح مختلفة من الجزائريين عن الحياة الأخرى، والتي تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية.
ويمزج الفيلم بين الوثائقي والخيالي، من خلال المقابلات ذات المحتوى الحقيقي التي تجريها الصحافية المحايدة نجمة داخل الفيلم، كما يطرح علواش العشرات من الأسئلة من خلال الحوارات الحيّة التي تجريها نجمة مع شرائح مختلفة من المجتمع الجزائري.
والفيلم من إنتاج الجزائر 2016، وتصل مدته إلى 136 دقيقة، وقد عرض مؤخرا بقسم "بانوراما" بمهرجان برلين السينمائي، وجدير بالذكر أن هذا الفيلم هو التسجيلي الأول للمخرج الجزائري مرزاق علواش، منذ بدايته القوية مع فيلمه الأول "حومة باب الواد" (1994).
وجدير بالذكر أن مهرجان الواحة السينمائي يمنح فيلما واحدا من الأفلام المشاركة جائزة الجمهور، والتي تأتي نتيجة استفتاء بين رواد المهرجان على أفضل فيلم، كما سيقام على هامش المهرجان احتفالية خاصة بأصناف الطعام العربي، ليتمكّن روّاد المهرجان من الاطلاع على فنون المطبخ من سوريا إلى شمال إفريقيا ومن المحيط إلى الخليج.
ويفتتح المهرجان أعماله بعرض فيلم "على كف عفريت" للمخرجة التونسية الفرنسية كوثر بن هنية، والفيلم من إنتاج تونس 2017، وعلى مدى 100 دقيقة من أحداثه، يدخلنا صنّاعه إلى حياة الشابة "مريم" ذات الواحد والعشرين ربيعا، والتي تسهر في حفل جماعي مع أصدقائها، وخلال وجودها على شاطئ البحر مع شاب تعرفت عليه في الحفل، يهاجمهما رجال أمن تابعين للشرطة ويقومون باغتصاب الفتاة، وتحاول مريم بعد ذلك أن تثبت حالتها طبيا والتقدم ببلاغ عما حدث لها إلى رجال الشرطة، ولكنهم يرفضون تصديقها ويتهمونها في شرفها، وحين ترفض اتهاماتهم يبدأون في إثنائها بشتى الطرق عن استكمال شكواها لما قد تسببه من ضرر للشرطة التونسية.
ويستمد الفيلم أحداثه من قصة واقعية تعرضها المخرجة التونسية الفرنسية الواعدة من خلال تسعة أجزاء، كل جزء هو لقطة مستمرة، تنتهي بمفاجأة تغيّر مجرى أحداث الفيلم إلى منحى غير متوقع.
مريم. ع