الثقافي
ماسينيسا سليماني يواجه العالم بالسخرية بباريس
من خلال معرض فني "الأشياء التي تصنعونها تحيط بي"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 أكتوبر 2017
في معرضه الفردي المقام والمستمر حالياً في غاليري "آن سارة ينيشو" بمدينة باريس، يقدم الفنان الجزائري الشاب ماسينيسا سليماني معظم أعماله التي سبق وأن حصلت على تنويه خاص من لجنة التحكيم الخاصة بأيام الدورة السادسة والخمسين لـ "بينالي البندقية" قبل عامين.
في أعمال معرضه، الذي يستمر بفتح أبوابه حتى الثاني والعشرين من شهر أكتوبر الحالي والمعنون بـ "الأشياء التي تصنعونها تحيط بي"، يستمر سليماني بالاشتغال على المفردات السياسية والاجتماعية، خاصة تلك التي تغزو عالم الصحافة، حيث يقوم بجمعها وإعادة العمل عليها منذ أعوام خلت، في مسعى منه لنزع الدلالات المألوفة والتي سرعان ما يبادر الذهن بالإشارة إليها ويقوم بربطها ضمن منظومة دلالية ذات اتجاه واحد.
ويمتاز عمل الفنان الجزائري، المولود سنة 1980 في العاصمة الجزائرية، بقدرته على تطويع مفردات الصحافة اليومية وإخراجها من سياقاتها الدلالية واضعاً إياها ضمن سلسلة علامات تعطيها القدرة على تجاوز الدلالات الكلاسيكية نحو معنى جديد ضمن قالب جمالي خاص.
وتحتل المساحات البيضاء أجزاء كبيرة من لوحات سليماني وتبدو وكأنها تعطي أبعاداً إضافية للمفردات التي يقدّمها على سطح اللوحة.
وتتفاعل المفردات وتتحاور عبر المواجهة والتقابل والانتظام العشوائي دون اتساق منطقي يجمع فيما بينها أو يوحّدها، إلا أنها تحتفظ بقدرتها على السخرية وعلى الإشارة بمأساة قادمة بعد حين. على النحو السابق يسخر سليماني من الهوس الأمني عند الشعوب ومن قضايا الإرهاب وكيفية استغلالها وغيرها.
ويعتمد سليماني في لوحات معرضه على قلم الرصاص بشكل رئيسي مع حضور نادر وخجول للألوان التي تبدو وكأنها لا تجد لها مكاناً في عالم التناقضات. كذلك تختفي الحدود الفاصلة بين الواقعي والوهمي، بين الجد والهزل، بين الكوميدي والتراجيدي، إلا أن الشخوص التي يخلقها تتمسك بالسخرية كأداة فعالة في مواجهة هذا العالم المليء بالتناقضات والتي يراها الجميع في كل مكان لا سيما في الصحافة التي تمثل مرآة صادقة لهذا العالم ولهواجسه غير المنتهية.
ودرس سليماني المعلوماتية في الجزائر وغادر بعدها إلى مدينة تور الفرنسية لدراسة الفنون الجميلة وأقام بعدها عدة معارض فردية وجماعية في أماكن مختلفة حول العالم في ليون الفرنسية وداكار السنغالية وباريس وروما وبوخارست ولندن وغيرها.
إلا أن النقلة الأكبر والتي لفتت الأنظار إليه وإلى أسلوبه الخاصة، كانت في "بينالي البندقية"، فتوالت بعدها جولاته ومعارضه الفنية فحصل على جائزة "سام" سنة 2016.
له أعمال مقتناة في متاحف ومراكز فنية عديدة كمركز "جورج بومبيدو" ومنظمة "امداني" في بنغلادش و"فراك" في فرنسا. وفي مشاركاته القادمة سنجد معرضاً فردياً لماسينيسا سليماني في "قصر طوكيو" الباريسي الشهير، وهي فرصة نادراً ما يحصل عليها فنان عربي، وفي العادم القادم سيقدم معرضاً فردياً أيضاً بـ "متحف الفن الإفريقي" في بلغراد.
مريم. ع