الثقافي
"ثوار القصبة" يروي بطولات علي، حسيبة، محمود وعمر الصغير
للمخرج مراد وزناجي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 أكتوبر 2017
تم، مؤخرا بالعاصمة عرض الشريط الوثائقي "ثوار القصبة"، للمخرج مراد وزناجي بمناسبة الذكرى الستين لاستشهاد علي لابوانت وحسيبة بن بوعلي ومحمود بوحاميدي وعمر ياسف المدعو عمر الصغير، على إثر التفجير الذي قامت به سلطات الجيش الفرنسي الاستعماري.
ويتناول هذا الشريط في حوالي 52 دقيقة تفاصيل العمل الفدائي في الجزائر العاصمة، من خلال التطرق إلى ظروف استشهاد الثوار الأربعة في 8 أكتوبر 1957 بالقصبة، بالمنزل رقم 5 شارع أبديرام، والذي تم تفجيره من طرف الجيش الفرنسي.
وحسب المخرج مراد وزناجي فقد استغرق انجاز هذا العمل حوالي سنتين ونصف، حيث تم تسجيل 18 شهادة بين أفراد من عائلات الشهداء الضحايا ومختصين في التاريخ وصحفيين وعلماء النفس.
وأبرز المخرج أنه انطلق في تصوير هذا الوثائقي من الطفل عمر الصغير وإبراز العلاقة بين الطفل والثورة، غير أن الصعوبات التي واجهت فريق العمل في تسجيل شهادات متعلقة بالطفل عمر، تحول الموضوع من مجرد الحديث عن شهيد إلى الحديث عن الشهداء الأربعة.
ويتطرق العمل إلى الموضوع بشكل كرونولوجي، انطلاقا من أهمية حي القصبة التاريخي واستحداث لجنة التنسيق والتنفيذ المنبثقة عن مؤتمر الصومام، وهي اللجنة التي قررت إنشاء المنطقة المستقلة للجزائر العاصمة، وعرفت فيها الثورة بـ"معركة الجزائر" التي تميزت بالعمليات الفدائية والتفجير بالقنابل ضد أهداف الاستعمار الفرنسي.
ويروي هذا العمل شخصية كل واحد من الأبطال بدءا ببوحاميد، الذي احتضن منزلهم الأبطال الأربعة لمدة ستة أشهر دون أن يصل إليهم العدو الفرنسي، وحسيبة بن بوعلي البطلة التي كانت رمزا لنضال المرأة الجزائرية، و علي لابوانت الذي كان حازما وحارب المستعمر بكل ما أوتي من قوة، حيث رفض تسليم نفسه للمستعمر وعلي الصغير الذي لم يتجاوز سبع سنوات والذي كان له دور كبير في نقل المعلومات إلى الثوار.
وأكدت فضيلة بوحاميدي في شهادتها أن منزل العائلة رقم 4 الواقع بشارع ابديرام كان يحتوي على مخبأ للشهداء الأربعة، وكانت هي تشرف على تنظيف هذا المخبأ الذي يستعمل عادة لتخزين المؤونة، فيما كان شقيقها الذي يبلغ 17 سنة مكلفا بتقديم المعلومات لجبهة التحرير الوطني.
من جانبها، أبرزت فضيلة شقيقة حسيبة بن بوعلي أن البطلة حسيبة التي أمنت بالقضية الوطنية كانت من الأوائل الذين قاموا بعمليات فدائية وتفجيرات بالقنابل ضد الجيش الفرنسي المستعمر، وهذا ناتج عن رفضها للمعاملة المشينة التي مارسها ضد الشعب الجزائري من خلال محاولة اذلاله بشتى الطرق وإخضاعه.
فريدة. س