الثقافي

"شقيقي آرثر" لإيزابيل رامبو يصدر بالعربية

وثقت من خلاله اللحظات الأخيرة لشقيقها

صدرت عن دار سطور في بغداد الترجمة العربية لكتاب”شقيقي آرثر” لشقيقة الشاعر الفرنسي آرثر رامبو، إيزابيل رامبو ويحمل أكثر من مقدمة ورسائل ومعالجات لأشهر قصائده.

شخصية الشاعر الفرنسي رامبو محورية في الأدب الفرنسي، فلم يتجاوزها الزمن حتى اليوم وقد يكون أحد أسباب هذا التماهي الزمني مع شخصيته هو شخصيته الشابة النزقة والقلقة والمجنونة والطائشة، وجملة ما كتبه من قصائد في عمرٍ صغير وقصير أيضاً، فتذكر المصادر أنه توقف عن الكتابة وهو في سن الحادية والعشرين وفي قمة مراهقته.

دار سطور في بغداد أصدرت ترجمة لكتاب (شقيقي آرثر) كتبته أو أعدته أيضا شقيقته إيزابيل رامبو بترجمة فرنسية من الأستاذ كامل عويد العامري، جاء في أكثر من مقدمة ورسائل ومعالجات لأشهر قصائده، فالناقد علي الفواز الذي كتب مقدمة طويلة نسبياً خارجة عن الترجمة، تماهى مع ثنائية الجنون والإبداع عند الشاعر بوصفهما ثنائيتين تثيران الغموض المعرفي ومفهوم الجنون كعاهة تشوّه وظيفة العقل وهذا الأخير هو الصندوق العائلي الأبيض الساحر والموجّه لسلطة الجسد.

كانت مهمة إيزابيل رامبو شاقة وعسيرة أمام أسطورة شقيقها الذي مات بالسرطان، وهذا الكتاب لا يكشف حقيقة رامبو كاملة كما كنا نظن، لكنه يقف عند نهايات هذه الأسطورة كشهادة ووثيقة خلدت فيها ذكرى شقيقها، تتجلى في متابعة أواخر حياته المَرَضية لأنها كانت شاهدة على لحظاته الأخيرة ومعاناته الكبيرة، لذلك جاء التجلي من هذه الشقيقة –وهي مؤمنة- بأن رامبو ”يشبه قديساً تقرّب من الخالق قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة”، وربما كانت هذه الشهادة أو هذا التجلي الروحي صادماً للكثيرين ممن يرون في رامبو شاعراً ”لا أخلاقياً” و”خليعاً” و”متهتكا” و”ملحداً”، غير أن إيزابيل أشاعت هذه القداسة ودافعت عن الأسطورة الرامبوية من أبوابها الواسعة، وساهمت هي وزوجها باترن بيرّبشون بتلميع هذه الأسطورة الفرنسية وتوثيق حياتها بطريقة أو بأخرى، وهو ما انعكس على هذا الكتاب الصغير الذي حفل بالمشاهدات الحيّة التي رافقتْها إيزابيل ووثقتها لتخرج بأن رامبو قديس وليس ملحداً كما شاع عنه.

الوكالات

 

من نفس القسم الثقافي