الثقافي
المذياع العاق لجلال حيدر رواية تسلط الضوء على المجتمع الشاوي
في باكورة أعماله
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 سبتمبر 2017
تتوهج الأسئلة الحارقة في رواية جلال حيدر على لسان بطلها إلى حد تجعله ينبش القبور بحثا عن أجوبة شافية تقيه فداحة هذا العالم كما تصور المجتمع الشاوي الجزائري بصدق بعيد عن أي محاولة تجميل.
ولم تخل باكورة أعمال الكاتب الجزائري الشاب جلال حيدر من سخرية سوداء في رسم الشخصيات، دون السقوط في شعرنة السرد بشكل مخل رغم بثِّ بعض المقاطع الشعبية والجمل الوصفية التي لا تخلو من مجازات.
ويروي جلال حكاية العلمي (الذي يلقب بالمذياع العاق) الشاب الشاوي القروي، يتيمِ الذي ربَّته جدته ليبدأ اصطدامه بمآسي الحياة الكثيفة، بدءا من زواج ابيه (ابا بوبكر) من امرأة اسمها العالية، تكيد له حتى يطرد. ويعاني سخريةٍ من شكله، ومن سنه، لالتحاقه متأخرًا بمقاعد الدراسة وتتصاعد دراما حياته المأساوية بذبح والده وجده، واغتصاب زوجة ابيه امام عينيه، و تنتهي حياته في الحانات و"المحشاشات"، ليَخبر عوالم الليل، وخيانة الأصدقاء وتحقيقات الأمن في العشرية السوداء، ودسائس زملائه في وظيفته الحقيرة -كجامع حطب لدى أحدهم-، ومحاولات استقطابه من الجماعات الإرهابية، التي تدعي أن الأمن هو من قتل والده وجدّه، وتتشابك كل هذه الأحداث في سرد خطي- تتخلله بعض الفلاش باكات- مع الأحداث الحميمية واكتشافات الجنس، الذي لم يخرج عن الموضة الكلاسيكية في التلصص على أم صديقه بتواطؤ منه وهي تستحم واغتصاب ابنة خال صديقه الطفلة في لعبة العروس والعريس) ومحاولة اغتصابه هو ذاته، من قبل أحدهم بعد جلسة حشيش ،إضافة إلى علاقته بجارته سعدية التي كان أبوه على علاقة بأمها والتي لم ينقذه من شكه في أنها أخته إلا الوصية التي تركها والده...لتنتهي هذه الحياة العدمية حياة اللاشيء الى جنون.
ويمثل بطل الرواية العلمي الذي لم يبحث عن معنى لحياته رغم محاولات الاستقطاب صورة للاستقالة، وروح اليأس والانهزامية التي تقود الجميع إلى العدم.
كما تنقل رواية جلال التي يرتقب صدورها عن دار القرن الواحد والعشرين حسب ما أفاد به المؤلف-أيضا صورة صادقة لحياة البدو الرحل ولقساوة الشتاءات في جبال الأوراس وكما تتضمن الكثير من روح المكان وأسرار الشاوية.
فريدة. س