الثقافي

"الأدب المقارن": تحولات ما بعد العولمة والزمن البصري

على الرفّ

يعتبر الناقد الأميركي أرنولد فاينشتاين أن الأدب المقارن هو الحقل الإنساني الذي نستطيع وصفه بالمكان الوحيد الذي يمكن فيه مواجهة التحديات الأيديولوجية والتربوية، ويقصد بذلك أنه مساحة تعود إلى القيم المدنية والسياسية والأخلاقية التي تقوم عليها التنشئة والتعليم على المستوى الإنساني.

يلتقي مع فاينشتاين في هذا التفاؤل كل من الناقدين الإسبانييْن داريو فيلانويفا وسيزر دومينغيز والأميركي هاون سوسي في كتابهم المشترك "تقديم الأدب المقارن: اتجاهات وتطبيقات جديدة"، والذي صدرت ترجمته مؤخراً ضمن سلسلة "عالم المعرفة" في 270 صفحة وقد نقله إلى العربية المترجم فؤاد عبد المطلب.

الكتاب (صدرت طبعته الإنكليزية عام 2015) وبعد أن يستعرض نظريات واتجاهات نقّاد مكرسين من أمثال الأميركي هارولد بلوم والبريطاني ألفين كيرنان، صاحب نظرية "موت الأدب"، ينتهي بفصل يحمل عنوان "عودة الأدب" وفيه نقاش مفصّل عن أثر الثورة الرقمية، حيث يتصدّى الكتاب لأسئلة من نوع علاقة الأدب بالعولمة والأخلاق الكوزموبوليتانية والزمن، ومفهوم الـ "غلوكال" الذي يقوم على دمج الهوية القومية بالعالمية، والصراع بين الشفاهية والكتابة.

تسعة فصول تضمّنها الكتاب، ودارت بشكل أساسي حول مستقبل الدراسات الأدبية والتحوّلات فيها من منظور تاريخي ومنهجي وتحليلي وأنثروبولوجي.

سنجد الفصول الأولى تناقش النظرية البينية وتفكيك الكولونيالية والأدب العالمي، قبل أن ينتقل الباحثون إلى مناقشة تطبيقية لقضية الترجمة، فوفقاً لمقدمة المترجم "تجري مناقشة آراء أهم الباحثين حول القضايا الناجمة عن حركة النصوص بين اللغتين المصدر والهدف، وذلك عبر قضايا نظرية مثل غموض الترجمة، وتحولات العناصر الأساسية في النصوص المترجمة، والأعمال أو المظاهر غير القابلة للترجمة".

الكتاب دليل مرجعي لقارئ هذا النوع من الأبحاث، حيث يمشي في مسار تاريخي من بدايات ظهور دراسات الأدب المقارن وصولاً إلى تأثيرات القرن الحادي والعشرين والتغيرات الجارفة والجامحة التي لا بد أنها غيّرت في مضامين وطبيعة هذا الحقل ودراساته.

الوكالات

 

من نفس القسم الثقافي