الثقافي
صدور الأعمال الشعرية الكاملة لمحمد العيد آل خليفة
للباحث والمؤرخ باسم بلَّام
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 أوت 2017
صدر مؤخرا، عن دار الصِّدِّيق (الأعمال الشعرية الكاملة) لمحمد العيد في 03 أجزاء تجاوزت في مجموعها 1300ص، وأنجز هذا العمل الباحث والمؤرخ باسم بلَّام وبتقديم الشاعرين سليمان جوَّادي، وناصر لوحيشي.
محمد العيد شاعر حدا بقصائده قافلة الحركة الإصلاحية، يناصر دفاعها عن ثوابت الأمة، فلفت إليه أدباء ونقاد عصره، وعلى رأسهم الشيخ الأديب محمد البشير الإبراهيمي الذي طالما تمنى تحقيق حلم كان يراوده دائما وأبدا، وهو أن يطبع ديوان محمد العيد، حتى عدَّه من ثلاث أماني كان يأمل أن تتحقق في حياته، وهي: استقلال الجزائر، وعودة جامع كتشاوة إلى حضن الإسلام بعد أن حولته فرنسا إلى كنيسة، وطبع ديوان محمد العيد، فتحققت الأوليان، وتأخرت الثالثة.
وقال الشاعر سليمان جوادي عن هذا العمل يقول: "جمعت والدي رحمه الله علاقة حميمة وطيدة بأربع شخصيات أدبية وفكرية ينحدر جميعها من الجنوب الشرقي لبلادنا وقد كانت أسماؤها تتردد في بيتنا حتى كأنها من بعض أفراد العائلة ، هذه الشخصيات هي الشيخ عبد المجيد حبة المختص في علم اﻷنساب و العروض و اﻷستاذ حمزة بوكوشة الشاعر المصلح و الشيخ مصباح الحويذق اﻹمام المتمرد الذي يعده البعض اﻷب الروحي للإسلام السياسي في الجزائر و أخيرا محمد العيد آل خليفة و قد سمحت لي الظروف بالتعرف على المرحومين عبد المجيد حبة و حمزة بوكوشة في حين حالت دون التعرف عن قرب على الشيخين مصباح الحويذق و محمد العيد لكن هذه الظروف كانت مساعدة على التقرب من شخصية هذا اﻷخير و التعرف على شعره وسيرته في سن مبكرة من عمري إذ قرأت رائيته المطولة التي نشرت على أجزاء في مجلة المعرفة التي كانت تصدرها وزارة الأوقاف كما حظينا أنا و الوالد بهدية غالية على القلب ممثلة في نسخة من الطبعة الأولى من ديوانه الذي قرأته مرات عدة و حفظت كثيرا من قصائده و تولدت لدي ما يشبه العلاقة الروحية بيني وبين الشيخ محمد العيد الذي كان محل إشادة من قبل الوالد حيث كان يثني كثيرا على أخلاقه الموسومة بالتواضع و نكران الذات و يحدثني عن زهده و ورعه و تصوفه كما كان لرأي الشيخ اﻹمام محمد البشير الإبراهيمي - و هو من هو علما و أدبا - فيه و في شعره اﻷثر البالغ الكبير في تقريب و تحبيب محمد العيد و شعره إلي هذا فضلا على انحدارنا من نفس البلدة و هي بلدة كوينين الجميلة اﻵسرة التابعة لولاية وادي سوف .
و اليوم و أنا أتصفح ديوان الشيخ الجليل و الشاعر الفذ الكبير محمد العيد آل خليفة في هذه الصورة الجميلة المتكاملة المنسقة المحكمة الترتيب و التبويب التي أشرف عليها مشكورا ابننا و صديقنا اﻷستاذ الفاضل باسم بلام حفظه الله فإنني ألمس حلما قديما قد تحقق و أمنية غالية قد تجسدت في جمع كل أعمال هذا الشاعر المجاهد المصلح و تقديمها للأجيال في أبهى حلة تليق بمقام أديب سخر حياته و أدبه ﻷمته و رجل أفنى زهرة شبابه في الذود عن حياض هذا الوطن المفدى بما حباه الله من مواهب و خصال و ما جبلت عليه نفسه الحرة اﻷبية من أنفة و عزة و كرامة . إن المجهود الطيب المشكور الذي بذله صديقنا الدكتور باسم بلام في حسن تحقيقه و تدقيقه وجمعه و ترتيبه لشعر يعد سجلا صادقا لمرحلة من أدق المراحل التي مرت بها الأمة الجزائرية يعد من الأعمال الجليلة التي يقدمها جيل الإستقلال للجزائر أولا و لروح الشيخ محمد العيد ثانيا".
إن الاهتمام بشخصية في حجم وقامة الشيخ محمد العيد آل خليفة وبآثاره هو في الحقيقة رد لجميل جيل من الأدباء والمفكرين والمثقفين الجزائريين الذين سخروا فكرهم وملكتهم ومواهبهم من أجل أمتهم وشعبهم دون أن ينتظروا مقابلا ماديا ولا حتى معنويا بل كان همهم كل همهم أداء رسالتهم على أكمل وجه وتبليغها للأجيال في أبهى وأجلى وأصدق صورة.
مريم. ع