الثقافي

انطلاق مشروع دبلجة الفيلم الثوري "العفيون والعصا"

إلى اللغة الأمازيغية

يجرى حاليا عملية دبلجة الفيلم الثوري الشهير "العفيون والعصا" المقتبسة من رواية بنفس العنوان للراحل مولود معمري إلى اللغة الأمازيغية لمنطقة القبائل، وأعطيت إشارة بدء عملية دبلجة الفيلم المذكور التي تندرج في إطار اليوم الثالث والأخير من فعالية إحياء مئوية ميلاد الأديب مولود معمري (1917 - 1979) بدار الثقافة "رشيد ميموني" بحضور رئيس المؤسسة المكلف بالدبلجة سمير أيت بلقاسم وعدد من وجوه الفن والمسرح والسينما.

وذكر سي الهاشمي عصاد في كلمته الافتتاحية لورشة عمل تقنية حول عملية دبلجة  الفيلم المذكور التي ستستغرق 5 أشهر، ويكون العرض الأولي بمدينة بومرداس، بأن  هذا المشروع (الدبلجة) "نضج" وكان من الضروري  كما هو حاصل اليوم بمدينة  بومرداس "التلاقي" بين المخرج والمقتبس (أحمد راشدي) والمكلف بالدبلجة من أجل تبادل الآراء وإثراء العملية.

وتقوم المحافظة في هذا الإطار - يضيف سي الهاشمي عصاد- بـ "مرافقة" صاحب  المشروع في محتوى الاقتباس والترجمة إلى اللغة الأمازيغية في الصيغة التي تنطق بها في منطقة القبائل، بالإضافة إلى ضمان تمويل الدولة للمشروع من خلال الموافقة المبدئية لوزارة الثقافة.

واعتبر مخرج الفيلم "أحمد راشدي" في مداخلته أثناء النقاش بأن هذه العملية تعد بمثابة "حياة ثانية" تكتب لهذا العمل السينمائي الثوري الذي أخرجه سنة  1969 في إطار شراكة كاملة مع صاحب القصة مولود معمري.

وطالب راشدي القائمين على مشروع الدبلجة بضرورة "احترام المعايير  العالمية" في عملية الدبلجة، باعتبار أن تجربة من هذا الحجم تعد "الأولى" من  نوعها بالجزائر، وباعتبار أن الفيلم "مهم جدا" في ذاكرة الجزائر، داعيا إلى احترام هذا العمل الفني من خلال "عدم المساس بالهيكل الرئيسي" للفيلم.

من جهة أخرى، ذكر الناقد والباحث بجامعة الجزائر "شريف غبالو" بأن رواية  "العفيون والعصا" لمولود معمري - التي تعد من ضمن 17 عملا أدبيا ومسرحيا وشعريا وبحثيا أنتجها المرحوم معمري - صدرت سنة 1965 بباريس والجزائر في نفس الوقت واقتبست للسينما من طرف المخرج أحمد راشدي سنة 1969.

وفي تدخله بالمناسبة، ذكر سمير أيت بلقاسم المكلف بالدبلجة بالشراكة والمرافقة من المحافظة السامية للأمازيغية، بأن هذه التجربة تعد بمثابة "مسؤولية  كبيرة" والتحدي الكبير هو النجاح في حسن اختيار الممثلين الذين سيقومون  بدبلجة ممثلين عمالقة شاركوا في هذا الفيلم على غرار المرحوم حسن الحسني وسيدعلي كويرات وغيرهم.

ويتمثل التحدي الآخر الذي يجب رفعه لضمان نجاح هذه التجربة - يقول سمير أيت  بلقاسم- في نجاح الممثلين في ترجمة ونقل بصدق كبير لأحاسيس شعور الممثلين  الحقيقيين في الفيلم الأصلي.

تجدر الإشارة إلى أن مشروع الدبلجة يندرج ضمن ثلاثة مشاريع كبرى تمولها  المحافظة السامية للأمازيغية في إطار إحياء مئوية ميلاد مولود معمري تتمثل في  إنشاء بوابة إلكترونية على الشبكة العنكبوتية، تضم كل الأعمال ومنتجات الراحل  مولود معمري، على أن يتم تحويل البوابة في نهاية السنة لتصبح بوابة خاصة باللغة  الأمازيغية وإنشاء "قسم افتراضي" لتعليم اللغة الأمازيغية بكل تفرعاتها.

أما المشروع الكبير الآخر فيتمثل في إعادة طبع وترجمة كل الأعمال الأدبية الروائية والشعرية للراحل معمري إلى اللغة الأمازيغية بكل تفرعاتها مع تبسيط محتوياتها من أجل تقريبها من القارئ أكثر فأكثر.

ومن بين أهم ما تضمنته تظاهرة إحياء مئوية ميلاد مولود معمري من خلال القافلة  الأدبية والثقافية، تنظيم مائدة مستديرة حول "الأعمال اللغوية والقيمة المميزة" لمولود معمري و"ثراء أعماله في القصة والقصة القصيرة والشعر والمسرح واللسانيات والتاريخ والأنثروبولوجيا والسينما".

ف. س

 

من نفس القسم الثقافي