الثقافي

الجزائرية بوتلة تؤدي دور البطولة في فيلم هوليودي جديد !!

فيما يتواجد فيلمها "الشقراء الذرية " في دور العرض العالمية

تشارك النجمة صوفيا بوتلة في تصوير فيلم التشويق الموسوم بـ"فندق ارتميس" إلى جانب جودي فوستر وزاكاري كوينتو بهوليوود، كما تستعد لتصوير فيلم آخر يحمل عنوان" فاهرانهايت 450" إلى جانب مايكل جوردان ومايكل شانون، وتؤدي دور البطولة في كلا الفيلمين وهذه أول مرة في تاريخ هوليوود، تتصدر ممثلة عربية جزائرية بطولة أفلامها.

صوفيا بوتلة هي ابنة مؤلف الموسيقى الشهير صافي بوتلة، الذي غرس فيها حب الفن والموسيقى منذ صغرها، حين كانوا يقطنون في باب الوادي في ضواحي العاصمة، أما والدتها، المهندسة المعمارية، فعلمتها فن الرسم، وتقول صوفيا: ”أنا محظوظة لأنني ولدت في عائلة فنية: أبي كان دائما يلحن وأمي كانت دائما ترسم”، تضحك صوفيا وتضيف قائلة: ”أهلي كانوا دائما يشجعونني وإخوتي على استخدام الأدوات الموسيقية وإشعال خيالنا من جيل صغير جدا. وما زلت أفعل ذلك حتى هذا اليوم لأنني كنت دائما أظن أن الموسيقى هي الفن المثالي”.

ولكن صوفيا لم تحذ حذو والدها واختارت الرقص كمهنة بدلا من الموسيقى وتشير: ”كنت أحس بالموسيقى في أعماقي ولكن لم أحاول أبدا أن أكون نسخة من أبي، أنا كنت كثيرة الحركة، فلهذا كان الرقص وسيلة لي للتعبير عن الموسيقى بصورة مرئية وهذا ساعدني على الإحساس بها، حبي العميق للموسيقى أثار رغبتي في الرقص”.

وفي العاشرة من عمرها هاجرت صوفيا مع أهلها إلى باريس خلال العشرية السوداء، وفي البداية، واجهت صدمة حضارية واجتماعية في فرنسا، التي وفرت لها كل ما كانت تفتقر له في الجزائر من مأكولات ومشروبات غربية وترفيه وألعاب، ولكن في الوقت نفسه لم يتقبلها الأطفال الآخرون في المدرسة وتقول: ”كنت منبوذة”، تضحك بوتلة: ”وكان علي أن أتأقلم بسرعة وفي النهاية نجحت بذلك. وهذا ساعدني كثيرا لاحقا في حياتي، إذ نجحت بالتأقلم في كل مكان جديد”.

وهذا فعلا ما حدث عندما دعتها مادونا للرقص في فرقتها في بداية العشرينيات من عمرها، إذ أنها لم تكن تتكلم الانجليزية ولم تكن تتقن نمط رقص البوب الأمريكي، الذي كان أرقى وأسرع بكثير من الرقص الفرنسي الكلاسيكي، الذي كانت تمارسه: ”أنا كنت فتاة غلامية ولم أرقص من قبل بكعب عال، وهي طلبت مني أن أقوم بحركات معقدة وكان علي أن أتأقلم مع منهجها بسرعة لكي استمر بالعمل معها”.

ونجحت صوفيا مرة أخرى في الاستحواذ على إعجاب مادونا وانطلقت معها في جولة عروض عالمية. وبينما كانت في اليابان عام 2007، أخبرتها أمها بأنهن خسرن بيتهن في باريس، فقررت أن تعود إلى لوس أنجلوس وأن تعيش هناك: ”أنا لم أكن أفكر أبدا بالانتقال إلى هوليوود، ولكن الظروف أجبرتني على ذلك”، تضيف الممثلة ابنة الـ35 عاما.

كما أنها لم تفكر في التمثيل في ذاك الوقت بل كرست وقتها في تطوير رقصها والعمل في فرق أهم نجوم موسيقى البوب على غرار ماريا كاري، ريهانا وجاميروكواي، فضلا عن دعوة من نجم البوب الراحل مايكل جاكسون، ولكنها لم تتمكن من الانضمام إلى فرقته لأنها كانت مشغولة مع مادونا. 

وكونها كانت في لوس أنجلوس أشعل فيها أيضا رغبة التمثيل، الذي مارسته من قبل في فرنسا عندما كانت في الـ17 من العمر وقالت صوفيا: ”رافقت صديقتي لتجربة أداء لدور رومانسي في فيلم موسيقي وهناك شاهدني المخرج ومنحني الدور. وكانت التجربة رائعة فقررت أن أدرس التمثيل”، توضح بوتلة، التي سافرت إلى نيويورك للالتحاق بدورات في مؤسسة تدريب الممثلين العريقة ”استوديو الممثلين”. ولكن في الـ19 من عمرها، توقفت عن التمثيل لكي تركز على الرقص.

وفي لوس أنجلوس قررت أن تجرب التمثيل مرة أخرى وصارت تمارسه في المسرح، فضلا عن الالتحاق بورشات مدربي تمثيل مهمين مثل ستيلا أدلار. وخلال 4 أعوام، تركت الرقص لكي تركز على مهنة التمثيل وأضافت قائلة: ”عندما توقفت عن الرقص، لم أفكر أبدا بأنني سوف أعمل في أفلام هوليوودية. أنا كنت راضية بالعمل في أفلام مستقلة وصغيرة لأنني لم أكن معنية بالمال أو الشهرة”، تعلق بوتلة.

في البداية، شاركت الممثلة الحسناء في أفلام رعب ورومانسية لم تجد نجاحا نقديا أو تجاريا مما وضعها في مأزق مادي صعب لمدة عامين. وكانت على حافة الإفلاس عندما عرض عليها دور ”القاتلة المأجورة” في الفيلم الهوليوودي ”كينغزمان” إلى جانب أبرز نجوم هوليوود على غرار كولين فيرث، سامويل جاكسون ومايكل كين. أداؤها الجسدي الرائع في ”كينغزمان” فتح أبواب هوليوود أمامها وانهالت عليها العروض للعمل في أفلام هوليوودية أخرى ولم تنقطع عن العمل منذ ذلك الحين، إذ تعرض عليها الأدوار بينما تكون مشغولة في تصوير أفلام أخرى. وهذه هي علامات النجومية في هوليوود.

دور المومياء، على سبيل المثال، عرض عليها بينما كانت تصور فيلم ”ستار تريك بيوند” في المدينة الكندية فانكوفر. ورغم أن العرض جاء من أكبر نجم هوليوودي وهو توم كروز إلا أنها كانت حذرة من قبوله وطالبت بتعديلات لشخصيتها كشرط للعب الدور وقالت: ”في ذلك الوقت كنت أقضي 4 ساعات كل يوم في المكياج لتحويلي إلى مخلوقة فضائية فلهذا لم أكن متلهفة للعب دور يحتاج الجهد نفسه، كما أنني كنت خائفة من تجسيد دور وحش في فيلم خال من عمق نفسي وليست له قصة خلفية تبرر كون المومياء وحشا شريرا”.

رغم رفضها للدور، أصر مخرج الفيلم اليكس كورتزمان على مقابلتها. وبعد الاستماع لها، وافق على تعديل شخصية المومياء حسب رؤيتها: ”وبعد ذلك لم أكترث بالمكياج”، تضحك بوتلة، التي تعتبر العمل مع كروز شرفا عظيما: ”أنا سعيدة جدا أنني وافقت على الاشتراك بالفيلم مع توم. ما زلنا نتحدث عن الفيلم ونقوم بجولة صحافية معا. هو شخص استثنائي”.

العمل في أفلام هوليوودية يتطلب الانتقال من بلد إلى آخر بشكل مستمر. فـ”المومياء” تم تصويره في بودابست ولندن، بينما تم تصوير ”ستار تريك” في فانكوفر. هذا النوع من عدم الاستقرار أثار شعور الارتباك في بوتيلة وضياع هويتها الشخصية: ”عندما تترك بلدك في جيل صغير مثلي، تقع لاحقا في مأزق هوية”، تعلق بوتلة: ”كنت دائما أتساءل: من أنا؟ وأين أنا؟ وأين أعيش؟ أنا لا أدري أين بيتي، ولكني أدرك أنني جزء لا يتجزء من بلدي، وأنا بحاجة ملحة للتواصل مع بلدي. يؤلمني جدا أن بلدي تعاني من مشاكل سياسية واجتماعية، وليس سهلا زيارته، ولكن آمل أن أعود إلى هناك قريبا لأني أحن للجزائر".

بوتلة تدرك أنها لو لم تهاجر من الجزائر لما تمكنت من تحقيق ما حققته من انجازات فنية، لهذا تريد أن تكون مصدر إلهام للفتيات الجزائريات، وتأمل أن تقوم في يوم من الأيام بمشاريع تقدم الإمكانيات والفرص للأجيال الشابة في الجزائر للمساهمة في تحقيق أحلامهم: ”أبي أخبرني أن الجزائريين يقدرون نجاحي وأنا فخورة جدا بذلك. أنا سأستمر في العمل لكي لا أخيب أملهم بي. أنا أشعر بالمسؤولية وسوف أكرس كل قدراتي لأكون مصدر إلهام للأجيال الشابة هناك”.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي