الثقافي

إدانة للتطرف ودعوة لمراجعة الخطاب الديني

“تحقيق في الجنة”

اختتم المخرج الجزائري مرزاق علواش مسابقة الفيلم الوثائقي بفيلم “تحقيق في الجنة” الذي طرح من خلاله اسئلة جريئة عن الخطاب الديني الذي تحول في بعض الدول العربية الى سلعة يسوقها الدعاة المتطرفون على مقاس رغباتهم وعقدهم بهدف لفت انتباه الشباب واغرائه بالنعيم وحوريات الجنة .

طرق مخرج “التائب” موضوع التشدد الديني على طريقته وانطلاقا من قناعاته الشخصية كمواطن جزائري عايش العشرية السوداء في تسعينيات القرن الماضي وايضا كسينمائي اشتغل كثيرا على هذا الموضوع وجعل من الجزائر قضيته السينمائية .

وانطلق مخرج “التائب” من فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر احد الدعاة يحث الشباب على الجهاد لتحقيق حلم دخول الجنة ولقاء الحوريات وعيش حياة الرغد والنعيم .

الفيديو كان بوابة الفيلم نحو المجتمع والنخبة ،حيث بدات الرحلة عندما قررت الصحفية نجمة “سليمة عبادة” ان تنجز تحقيقا صحفيا مطولا ومفصلا عن ماهية الجنة .فبدات رفقة زميلها مصطفى في تحديد العينة التي يشملها العمل والتي تنوعت بين عينة قصدية هي النخبة وتمثلت في شخصيات ثقافية وفنية معروفة ومشايخ في الجنوب الجزائري اضافة الى العامة حيث توجهت الصحفية الى الشارع لستطلع اراء الناس حول الموضوع.

تباينت الاجابات وجاءت في مجملها نقدية لواقع المجتمع الجزائري الذي ورغم ما عاناه من ويلات الارهاب الا ان الكثيرين مازالوا ضحية للفتاوي الخاطئة والافكار المتشددة التي لا علاقة لها في الحقيقة بمبادئ الدين الاسلامي .

وتعمد المخرج الذي قدم فيلمه الوثائقي الاول بالابيض والاسود ان يستهدف اسماء ثقافية معروفة اغلبها كان ضحية لهذه الافكار مما دفع اغلبهم الى مغادرة الوطن .واستحضر رمزيا الكاتب والصحفي الطاهر جاووت كنموذجا عن اسماء كثيرة اغتالتها يد الغدر لتصادر حريتها في الراي والتعبير فقط لانها اختلفت معها .

الفيلم الذي تزامن تصويره مع فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالعاصمة ووفاة المجاهد والسياسي والمناضل حسين ايت احمد تعامل مع الموضوع بحيادية واختار اخذ راي الاخصائيين النفسانيين ايضا في اشارة الى ان المجتمع الجزائري لا يزال بحاجة الى مثل هذه الافلام وهذه الافكار حتى يعالج وتكون مناعة ضد وصول اي افكار متطرفة قد تجرف معها شبابنا مثل ما يحدث الان في التنظيم الارهابي “داعش” حيث يقدم شباب متعلم على تفجير نفسه لاسباب غير صحيحة ولا علاقة لها بالدين.

 

من نفس القسم الثقافي