الثقافي

“الأب: “نحن بالشام قبلكم

المخرج باسل الخطيب بقي وفيا لخطه السينمائي ولقضية بلده سوريا

بقي المخرج باسل الخطيب وفيا لخطه السينمائي ووفيا لقضية بلده سوريا، كشف ما يحدث من خراب ودمار داخل بلد التاريخ والحضارة في فيلمه “الاب” الذي عرض بقاعة “المغرب” ضمن المنافسة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بمهرجان وهران للفيلم العربي.

وحضر عرض “الاب” الذي أدى بطولته ايمن زيدان ومجموعة من الممثلين الشباب فنانون سوريون يتقدمهم اسعد فضة ووضاح حلومي، وجمهور غفير لا يابى دائما مشاهدة الأعمال السورية ومنها التي مرت على قاعة “المغرب” كفيلم “مريم” و”الأم” للمخرج نفسه و”في انتظار الخريف” و”ليليت السورية” وغيرها.

يتناول “الاب” الأزمة السورية والفتنة الحاصلة وانتشار الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم ما يسمى بـ”الدولة الإسلامية” قصة عائلة مكونة من الجد والوالد “عبد الله” رفقة أبنائه تعيش تحت حصار “داعش” وتحت رحمة رصاصه وقصف القنابل.

ويبرز العمل في قالب درامي مشوق محاولة الوالد إبراهيم عبد الله تأمين خروج عائلته وأهل قريته من المكان الغير آمن إلى منطقة أمنة بعد أن حاصرتهم “داعش”، وبعد لجوئهم إلى المستشفى الذي يعسكر به الجيش السوري مكثوا به لفترة من الزمن قبل أن يقرروا المغاردة بسبب محاصرة داعش لهم مرّة أخرى وتفخيخها للمبنى، لكن أثناء المغادرة اصيب البعض ومات الأخر.

وتبدأ نقطة تحول الفيلم عندما قبض عناصر التنظيم الإرهابي على عائلة عبد الله إبراهيم واقتيدت بمعية مواطنين أخرين إلى قاعدة ما يسميه التنظيم بـ”الإمارة”، هناك صور المخرج داعش على حقيقتها، صور الظلم الذي تمارسه، والقهر الذي تفرضه على الموقوفين لديها، فضلا عن كشف ممارستها الشنيعة والمقيتة وانتهكاها لتعاليم الدين الإسلامي كالقتل والذبح تحت حجة الجهاد.

وبعد تمكن “وفاء” زوجة إبراهيم من الهرب وبقاء إبراهيم على قيد الحياة بعد رفض فتيان تدربهم داعش إطلاق الرصاص عليه ونجاة اخرين ترك المخرج رسالة الفيلم مفتوحة تحمل الأمل في طياتها، أمل وغد مشرق لسوريا الحضارة كما قال يامن زيدان في الفيلم “نحن هنا قبلكم وبكثير”.

 

من نفس القسم الثقافي