الثقافي

“غدوة حي”.. تونس مازالت تنتظر الأمل

عرض ضمن فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي

الفيلم الروائي الطويل التونسي ”غدوة حيّ” للمخرج لطفي عاشور هو العمل السينمائي الأول في رصيده  بعد أن قام بانجاز أفلام قصيرة لما كان اهتمامه منصبا على  مجال المسرح، ورأى أن الوقت قد حان لإنتاج أفلام سينمائية طويلة، وهو عمل مشارك في المنافسة الرسمية لمهرجان وهران للفيلم العربي عرض سعيا للظفر بإحدى جوائز الوهر.

تدور أحداث الفيلم في سنة  2014 أي 3 سنوات بعد ثورة 14 جانفي ويعالج العديد من القضايا المتصلة بالمواطن التونسي، كعلاقته بالأمن، والتشكيك في استقلالية القضاء، ودور الإعلام في كشف الحقائق، ومستقبل الشباب بعد الثورة، وتهميش الجهات، وتفشي التجارة الموازية، وغيرها من الإشكالات التي تخيم على تونس، عبر قصة تجمع  3 شخصيات وهي عليسة وحسين وزينب  وهم أصدقاء تقابلوا ليلة 14 جانفي وجمعهم سرّ يعود من جديد ويدفعهم في مغامرة وتحقيق وبحث لإعادة النظر في علاقتهم بذاتهم وببلادهم.

ويحيل الفيلم للعديد من القضايا التي تعيشها تونس اليوم خصوصا علاقتنا بالأمل والجيل الجديد وموضوع المعاملات مع أعوان الأمن والعنف الذي تفشى، وبني الفيلم على شكل رحلة ومغامرة يقوم بها 3 شخصيات يلتقون خلالها بالعديد من الشخصيات الأخرى التي تقمصها ممثلون أكفاء على غرار لطيفة القفصي وعيسى حراث وغازي الزغباني ومحمد الداهش.

العمل أقرب إلى حوارية بين ثلاثة شبان تونسيين، زينب (أنيسة داود) وعليسة (درية عاشور) وحسن (أشرف بن يونس)، يتحدّثون عن أفق انتظار الذي انفتح في 2011، من خلال الحلم بحريات من دون تنازلات، وصولاً إلى الحاضر حيث ترتسم حالة من عدم الحماسة لنفس الأحلام التي تخطت عتبة الثلاث سنوات.

يعرّج الفيلم أيضاً على شعور عدم الرضا الذي يحمله الشباب التونسي حول كتابة تاريخ تونس، وهو ما يتضاعف مع ما يلاحظه من طرق كتابة ما حصل في 2011 وهم المشاركون فيها غير أن الرواية المتداولة باتت لا تشبههم.

 

من نفس القسم الثقافي