الثقافي

الوادي تحتضن ندوة بعنوان" الرحلة في الأدب الجزائري صورة الواقع وجمالية المتخيّل"

يعقد شهر نوفمبر القادم بجامعة الشهيد حمه لخضر

كشف قسم اللغة والأدب العربي لكلية الآداب واللغات بجامعة ”الشهيد حمه لخضر” بالوادي، عن تنظيم ندوة حول ”الرحلة في الأدب الجزائري صورة الواقع وجمالية المتخيّل”، ستعقد شهر نوفمبر القادم، تتمحور حول ستة محاور أساسية.

وينطلق منظمو الندوة من فكرة تميّز الرحلة عن غيرها من الفنون، بثراء مضامينها، وتنوّع مواضيعها، واختلاف مستويات أسلوبها، حيث أشاروا إلى أنّه في وقت قريب لم تكن الرحلات إلاّ مجلدات تعجّ بها رفوف مكتبات التاريخ، وكان الدارسون ينظرون إليها على أنّها وثائق تاريخية ينهل منها المؤرخون، وخرائط جغرافية يهتدي بها المسافرون، أما اليوم، فإن الرحلات أصبحت تستقطب اهتمام دارسي الأدب ونقاده، نظرا لما وجدوا فيها من عناصر أدبية، وظواهر فنية تضفي عليها جمالية تقرّبها من دائرة الأدب، وعليه فقد أصبحت هذه الرحلات تأخذ حيزا كبيرا في دراساتهم وكتاباتهم، خاصة عندما وجدوا أنها فن طيّع يستوعب فنونا متعددة، ويستجيب في نفس الوقت للدراسة وفق مناهج نقدية متنوّعة، كلاسيكية ومعاصر.

وانطلاقا من حتمية تكاد تصبح ضرورة خدمة للأدب ونقده، والمتمثّلة في ذلك الاتّجاه الذي بدأ يتبلور يوما بعد يوم، والذي يتّجه فيه أصحابه نحو الكتاب والأدباء المغمورين، والنصوص الأدبية المهملة، من أجل مقاربتها، ومحاولة البحث فيها ودراستها، وفقا للمناهج النقدية الحديثة.

وتأتي هذه التظاهرة لتلقي الضوء، وتزيل الغبار، وتلفت الانتباه إلى أدب الرحلة الجزائرية، الذي لم يجد إلى حدّ الآن ما يستحقه من اهتمام من قبل الدارسين والنقاد الجزائريين، على عكس ما نجده عند غيرنا من العرب والعجم على السواء، ولعل ذلك ما يفسر قلة الدراسات وشح الكتابات في هذا الفن عندنا، وعليه تسعى هذه التظاهرة للتعريف بالرحلات والرحالة الجزائريين القدماء منهم والحديثون، كما تحاول الوقوف على جمالية أدب الرحلات من خلال البحث في أدبية الرحلة وجمالية تلقيها.

وأضاف القائمون على الندوة أن الاتجاه نحو دراسة أدب الرحلة في الجزائر يساعد على إخراج كنوز هذا الأدب إلى الفضاء الذي يسمح له بالتواجد في الساحة الأدبية العربية من جهة، ومن جهة أخرى يساعد الحراك النقدي الجزائري، ويحقّق له مكانة، من خلال مواكبة الحركات النقدية في البلاد العربية.

كما أنّ دراسة الرحلات الجزائرية، ونظرا لطبيعة هذه الرحلات، من حيث التصاقها بالواقع وبصاحبها الذي يعتبر العنصر الأساسي فيها، باعتباره هو من ينقل صورة الواقع من خلال ما التقطه سمعه من أخبار، وما وقع عليه بصره من مناظر، وما شارك فيه من أحداث بأسلوب تتجلى من خلاله شخصيته، وثقافته، ونظرته للعالم من حوله، كلّ ذلك يجعل الرحلة الجزائرية قادرة فعلا على إعطاء صورة للمجتمع الجزائري من حيث ثقافته، وعاداته وتقاليده، وعلاقته بالآخر، كما تساعد في هذا الإطار على إبراز خاصية الجزائري ثقافة عقيدة وتفكيرا.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي