الثقافي
نشر حيثيات جلسات الملتقى الدولي حول "أبوليوس المادوري"
من قبل المحافظة السامية للأمازيغية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 جولية 2017
نشرت المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية مؤخرا إصدارا جديدا يضم حيثيات جلسات الملتقى الدولي "رؤى متقاطعة حول أبوليوس" الذي نظم ما بين 30 ماي و 1 جوان 2015 بسوق أهراس من قبل المحافظة السامية للأمازيغية.
وجاء في مقدمة الإصدار التي تحمل أجل توضيح هدف تنظيم هذا اللقاء حول إبن المادوري السابق (مداوروش حاليا) صاحب الكتاب باللاتينية " الحمار الذهبي" إلى جانب كتاب "التحولات" أن "أبوليوس أدخل على الأدب أجمل نصوصه و فرض في وقته تحولا حقيقيا على الكتابة و سطر خطا جديدا اعتبره معاصريه ثوريا".
علاوة على كونه كاتبا عرف أبوليوس بخبرته في عدة ميادين في مساره الفذ فقد كان يتحكم في البلاغة و السفسطة بوجه عام و كان علامة عصره حيث كان يعتبر نفسه من جانب آخر فيلسوف". كما أثريت معرفه و ثقافته المتعددة عبر رحلاته المتعددة إلى قرطاجة و روما و اليونان و التي جعلت منه شخصية متوسطية و حتى عالمية.
كما تم التصريح أن "أعمال و حياة أبوليوس تستحق مراجعتها و إلقاء نظرة فيها لاستخلاص مناقشة شاملة حول مساهمة هذه الشخصية البارزة في الأدب بوجه خاص وفي الحضارة العالمية بوجه عام" مع ابراز التساؤلات التي كانت تحوط به فما يتعلق بالسياق المتعدد الأبعاد الذي تطور فيه و علاقته بأقرانه إلخ.
و تم تقسم أشغال هذا اللقاء الثري كما هو مقتبس من الحيثيات إلى خمسة (5) جلسات و كانت الجلسة الاولى تحت عنوان " مداوروش و نوميديا من وقت أبوليوس إلى وقتنا الحاضر". و تدخل عالمي الآثار نصرالدين أصول و الهاشمي أيت عيسي حول موضوع " المحيط الاجتماعي الثقافي لنوميديا و البحر المتوسط في العالم القديم" من أجل ابراز "الحوض الكبير للثقافة و الفنون" الذي نهض فيه أبوليوس و قدم رجل التاريخ و عالم اللآثار سعيد دحماني " مقدمة عن تاريخ نوميديا ماسيل" بينما تدخل عادل نجيم أستاذ مساعد بقسم التاريخ بجامعة صفاقس (تونس) حول "الهوية الأعلامية الإفريقية العريقة".
و قد كرست الجلسة الثانية التي ترأستها السيدة فاطمة مليكة بوخلو ل"الركائز الثقافية لأعمال أبوليوس" و التي استعرض في إطارها الأستاذ الجامعي حسان بن حكاي من المغرب مسالة "الامازيغية في أعمال أبوليوس" بينما تطرق يوسف نسيب الى "الرواية القبائلية و التحولات" في حين ركز ايمانويل بلونتاد من جامعة ليون 2 ( فرنسا) في محاضرته على " رواية كيوبيد و بسيكي بمثابة شهادة حول الأدب الشفهي الأمازيغي".
و ركزت الجلسة الثالثة على " التواصل الثقافي في أعمال أبوليوس " و هو محور تم تناوله بالخصوص من طرف جمال ايت أومزيان من جامعة تلمسان في عمله " من التعريف بفينوس الى عظمة ازيس في تحولات أبوليوس " و كذا من طرف صونية كافيتشيول من جامعة بولوني (ايطاليا) في " تلقي أعمال أبوليوس في اوروبا المعاصرة : الاسطورة و الحركات الكلاسيكية الجديدة للقرنين ال16 و ال17 ميلادي".
و في الجلسة الرابعة التي تمحورت حول الموضوع " أبوليوس في الادب المعاصر" تم تحليل العمل البارز لهذه الشخصية " الحمار الذهبي" من قبل الجامعي لحسن ناشف.
أما المحور الأخير من اللقاء فقد تمثل في مسألة "تقييم واقع و آفاق ترجمة اعمال أبوليوس" حيث تم تناول مسالة الأمازيغية من خلال تدخلات الاساتذة الجامعيين حسان حلوان من الجزائر و صناع ياشو و عبد الوهاب بوشتارت من المغرب و المفتش في الامازيغية حبيب الله أيضا من الجزائر.