الثقافي

200 عمل فني يحكي عن النزوح والهجرة بألوان متوسطية

البنيالية المتوسطية في الفن المعاصر بوهران

يروي زهاء 200 عمل فني معروض في إطار الطبعة الرابعة للبنيالية المتوسطية للفن المعاصر بمتحف الفن المعاصر (مامو) بوهران حكايات وآلام النازحين و حنين اللاجئين للعودة إلى  الوطن ومعاناة الهجرة السرية رحلة المصير المجهول وذلك بألوان متوسطية.

و تعكس هذه الإبداعات لرسامين من الجزائر ومن بعض بلدان البحر الأبيض المتوسط  "مدى تأثير النزوح و الهجرة التي أملتها ظروف صعبة كالاستعمار و الحروب و  الإرهاب و الكوارث طبيعية و أسباب سياسية و اقتصادية عالمية على أعمالهم  الفنية التي جسدت معاناة الإنسان في البحث عن الأمن و الاستقرار  و السلم", حسبما ذكرته الرسامة فوزية منور من وهران التي اختارت في لوحاتها الهلال كرمز للهجرة .

وعلى الرغم من الاختلاف في التقنيات المستخدمة في هذه الأعمال التي هي عبارة  عن لوحات فنية وصور فتوغرافية وتركيبات فنية و تجهيزات بصرية وفيدوهات "غير  أنها تعكس هاجس فنان يساهم بفرشاته في تصوير ظاهرة النزوح و الهجرة الجماعية  ورسالة تخاطب الضمائر الحية لرفع المعاناة عن هذا الإنسان" يقول الفنان  التشكيلي توفيق علي شاوش محافظ هذه التظاهرة الثقافية التي تتواصل إلى غاية 31  يوليو الجاري .

وتبرز ألأعمال الفنية للرسامة الفرنسية رينا التي تعتبرها عملا "خاصا " الأمل  الذي يتشبث به الإنسان للوصول إلى بر الأمان حيث تقول " لقد استعملت الشواطئ  كلوحات فنية كبيرة لها بعد كبير لنقش عليها أشخاص مع استعمال مياه البحر لتضفي  عليها حركة "مضيفة " أن الأمل متربط بالبحر و الماء الذي هو مصدر حياتنا و  الرمال و الصخور هي ذاكرة الأرض ".

كما ترى المغتربة الجزائرية زينب سديرة المقيمة بلندن ( انجلترا) التي تعرض  شريط فيديو يحمل عنوان " ضوء الدليل " الذي صورته بصحراء موريتانيا التي تعد  طريقا لكثير من السنغاليين و الماليين إلى الهجرة نحو الضفة الأخرى " أن ثمن  الوصول إلى أوروبا باهظ ... العنصرية و الفقر و البعد عن الأهل لذا يجب  التفكير قبل المغادرة".

و تحمل الأعمال المعروضة في الطبعة الرابعة للبنيالية المتوسطية للفن المعاصر  "حزنا" سواء من خلال الألوان المستعملة أو تقديم العمل أو التصوير. كما يظهر  ذلك في منحوتة الرسام رحال لزهر من بسكرة الذي صور ظاهرة الهجرة السرية من  خلال استعمال مواد مسترجعة في صنع القوارب الصغيرة من الخشب حيث تحوي مسامير  بيضاء ترمز للشباب المغرر بهم وأخرى سوداء التي تمثل تجار الهجرة السرية فيما  لخص في منحوتة ثانية ما قاله المغني الشعبي الراحل دحمان الحراشي " يا مسافر  تروح تعيا و تولي " .

يذكر أن هذه التظاهرة التي يشارك فيها زهاء 50 رساما من الجزائر و الخارج  تنظم من قبل جمعية الفنون البصرية " حضارة العين " بالتعاون مع متحف الفنون  المعاصرة ( مامو) بوهران.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي