الثقافي

"الأيديولوجية والطوبائية".. في الأزمنة الحديثة

على الرفّ

 

 

أصدر أستاذ الاجتماع العراقي عبد الجليل الطاهر (1917-1971) ترجمة لكتاب "الأيديولوجية والطوبائية" لعالم الاجتماع الهنغاري كارل مانهايم أول مرّة عام 1968، ثم قام بترجمة الكتاب نفسه المترجم الفلسطيني محمد رجاء الدريني عام 1980، وها هي ترجمة الطاهر يُعاد طبعها مرة أخرى وتصدر عن "المركز الأكاديمي للأبحاث" في بغداد وكندا.

يعتبر كتاب مانهايم (1893-1947) عملاً أساسياً ظهر في أجواء فكرية متوتّرة عام 1936، حيث صعد الحديث عن المنفى والحرب والأيديولوجيات، في إثر الحرب العالمية الأولى وصعود الشيوعية والمشكلات التي ظهرت ما بعد الأزمة الاقتصادية، وكانت تعبيرات من نوع "موت" أو "انحدار" أو "نهاية" أو "هزيمة" الحضارة الغربية دارجة، وفقاً لعالم الاجتماع الأميركي لويس ريث الذي كتب مقدّمة للكتاب.

يأتي العمل في خمسة فصول، الأول منهجية أولية لمناقشة موضوع الكتاب، وهذا يتضمّن المفهوم الاجتماعي للفكر، وأصول الإبستيمولوجيا الحديثة، والسيطرة على اللاوعي الجمعي كإحدى معضلات العصر الحديث.

وفي الفصل التالي من الكتاب، يقدّم مانهايم مراجعة تاريخية للأيديولوجيا واليوتوبيا، تحت هذا العنوان. وفيه يتناول المفاهيم وتعريفاتها ومعضلة الوعي الزائف والانتقال من نظرية الأيديولوجيا إلى سوسيولوجيا المعرفة.

وحول علاقة النظرية الاجتماعية بالممارسة السياسية، يفرد الكاتب الباب الثالث ويناقش فيه مشكلة الأنتلجنسيا، وطبيعة المعرفة السياسية وغيرها من المواضيع.

يحمل الفصل الرابع عنوان "الذهنية الطوباوية"، ويتناول مشكلة الواقع والتغيّرات التي طرأت على العقلية اليوتوبية في الأزمنة الحديثة، حيث يرى مانهايم أنها مرّت بأربع مراحل، طقوسية وليبرالية إنسانية ومحافظة وشيوعية اشتراكية.

أما الفصل الأخير، فيتناول "سوسيولوجيا المعرفة"، من حيث تعريفاتها وأقسامها إلى جانب النتائج الإبستيمولوجية لسوسيولوجيا المعرفة، والدور الإيجابي لها، ويختتمه بمختصر لتاريخ البحث التاريخي الاجتماعي.

الوكالات

 

من نفس القسم الثقافي