الثقافي

تأثرت بنجيب محفوظ وجبران والرافعي

الروائي الجزائري واسيني الأعرج:

 

 

أكد الروائي الجزائري البارز واسيني الأعرج اعتزازه بثقافته العربية وأهمية العلاقة مع الثقافة الغربية، مشيرا إلى تأثره بكبار الكتاب والروائيين المصريين وعلى رأسهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومصطفى صادق الرافعي.

وقال الأعرج - في حديث لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر-:"نحن عرضة مجموعة من المؤثرات الثقافية فقد تأثرت بأسرتي وتعليمي الأول، فانا من جيل لم يشهد مدرسة جزائرية بل كانت هناك مدرسة فرنسية والعربية ممنوعة بفعل الاستعمار".

وأضاف:"تأثرت ايضا بما أحفظه من القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية الشريفة.. وتأثرت بنجيب محفوظ والحكيم وجبران والرافعي وبعض الكتاب الفرنسيين..كما تأثرت بألف ليلة وليلة وهي من النصوص القريبة إلى قلبي وبالكتابات الفرنسية الكلاسيكية وثقافتي العربية هي مصيري والعلاقة مع الثقافة الغربية ليست مزاج ولكنها خيار".

ويعد واسيني الأعرج ، الذي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون بباريس، أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي والعالم، وتم ترجمة الكثير من أعماله الى لغات متعددة منها اللغة الفرنسية والايطالية والانجليزية والألمانية والدنماركية والاسبانية.

وأشار الأديب الجزائري البارز، في هذا السياق، إلى أن الأصوات الروائية في مصر تتجدد بشكل قوي ولم تبق مقصورة على مجموعة أسماء محدودة وأصبحت هناك موجة متميزة من الشباب.

وحول ما يثير اعجابه في الرواية العربية، قال الأعرج:"ما يثير اعجابي في الرواية العربية أن هناك استمرارية كبيرة في إنتاج الرواية ويوجد حالة تجدد دائمة وكل عام نرى أسماء روائية بكتاب جيدين وممتازين، وما يسعدنا أن هذه الكتابات تجد طريقها ومسلكها نحو الانتشار ولا يقلقني مستوى هذه الكتابات لاني أثق دائما في الذائقة العامة للناس".

وقدم واسيني الأعرج عددا لا يحصى من الروايات من أبرزها "البوابة الحمراء" و"طوق الياسمين" و"ما تبقى من سيرة لخضر حمروش" و"وقع الأحذية الخشنة" و"نوار اللوز" و"مصرع أحلام مريم الوديعة" و"ضمير الغائب" و"الليلة السابعة بعد الألف" و"سيدة المقام" و"حارسة الظلال" و"مرايا الضرير" و"شرفات بحر الشمال" و"مضيق المعطوبين" و"كتاب الأمير" و"البيت الأندلسي" و"مملكة الفراشة" و"رماد الشرق" و"أصابع لوليتا" و"2084..حكاية العربي الأخير" و"نساء كازانوفا".

وقال الأعرج:"الرواية هي مجال ثقافي واسع على عكس التجربة الشعرية التي أراها عالما ضيقا فالرواية هي مجتمع مواز للعالم الطبيعي الذي نعيشه ونحياه لان الروائي والكاتب عندما يتحدث ويكتب فهو بذلك يخلق مجتمعا موازيا"، مؤكدا ضرورة أن يعشق المبدع كل عمل يقوم به فلا يكفي أن يعرف المبدع ما يقوم به ولكن أن يعطي قوة دفع لما يقوم به.

وحول روايه "2084.. العربي الأخير" التي رأى البعض أنها تبث روح التشاؤم، أكد الأعرج أنه رصد في هذه الرواية الواقع العربي كما هو من أجل البحث عن مخرج للعالم العربي، مضيفا:"نحن لا ينقصنا تشاؤم انا لست متشائما انما اطرح المشاكل لاجد حلولا لها وابحث عن مخرج لتلك الأزمات".

وأضاف:"الرواية هي قراءة للوضع العربي وهناك فرق بين التشاؤم وبين ورصد الواقع، والرواية لاتدفعك ان تفقد الأمل بالحياة بل تدفعك لان تجد مخرجا من هذا الوضع المزري فانت تضع الناس في الرواية بواقع لا يريدون أن يروه.. أنت تريد أن تدفعهم للبحث عن مخرج وليس للتشاؤم".

وبعد أن أصبحت رواياته محط اهتمام الكثيرين حول العالم وأصبح النقاد يترقبون نشرها، تحول الاعرج الى أسطورة أدبية وتم تكليل مجهوداته بتقديم الكثير من التكريمات والجوائز له "ففي عام 1997 تم تكريمه على روايته "حارسة الظلال" والتي تم تصنيفها ضمن أفضل خمس روايات تم اصدارها بفرنسا، وفي عام 2001 حصل على جائزة الرواية الجزائرية، وفي عام 2007 تم منحه جائزة الشيخ زايد للكتاب، وفي عام 2010 حصل على جائزة الدرع الوطني وفي العام نفسه حصل على جائزة أفضل رواية عربية بعد أن قدم روايته "البيت الأندلس"، وفي عام 2013 حصل على جائزة الابداع الأدبي وذلك بعد ان نجحت روايته الشهيرة "أصابع لوليتا"، وفي عام 2015 تم منحه جائزة "كتارا" للرواية العربية تكليلا لجهوده الرائعة في روايته "مملكة الفراشة".

وحول علاقة المثقف بالسلطة، أكد الروائي الجزائري واسيني الأعرج عدم وجود أي اشكالية في أن يقف المثقف في مربع السلطة وأن يكون قريبا منها شريطة أن تكون لديه "رؤية مغايرة" غير تلك التي تكون لدى رجل السياسة.

وقال:" أنا لست ضد أن يكون المثقف قريبا من السلطة..الإشكالية هنا كيف سيتصرف..هل سيتصرف كمثقف أم تابع للسلطة..لست ضد أن يكون في مربع السلطة ولكن يجب عليه أن لا يفقد هويته كمثقف.. يجب أن يبقى المثقف حتى وان كان في مربع السلطة على تلك المساقة التي تسمح له برؤية غير التي يراها السياسي".

وأضاف أن للواقع الثقافي العربي صورتين احداهما رسمية وتتمثل في المؤسسات الثقافية وهي متعبة ومقيدة بعوائق بيروقراطية ولا تستطيع أن تلبي كافة متطلبات المبدع والصورة الثانية هي الجهد الفردي الذي أصبح مميزا، مشددا على ضرورة أن تعود المؤسسات الثقافية الرسمية لممارسة دورها حتى تعمل على خلق مناخ وبيئة حاضنة للمثقفين والمبدعين.

مريم. ع 

من نفس القسم الثقافي