الثقافي
الخطيب: فيلم بن باديس عمل سينماتوغرافي وفني ببعد إنساني
قال إن موضوع الفيلم كان حساسا ما استدعى أخذ بكثير من الحذر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 ماي 2017
يعد الفيلم الطويل "بن باديس" للمخرج السوري باسل الخطيب و الذي تم عرضه الشرفي بثلاث ولايات طوال الأسبوع الماضي آخرها أمس أول بولاية وهران، "عملا سينماتوغرافيا و فنيا ذي بعد إنساني" حسب ما صرح به فريق إخراج هذا الفيلم التاريخي.
و قال باسل الخطيب في ندوة صحفية عقدها عقب عرض هذا الفيلم "إن موضوع الفيلم كان حساسا ما استدعى أخذ بكثير من الحذر" مشيرا إلى أن هذا العمل قد حرمه من النوم لعدة أيام.
و أضاف المخرج بأن الجمهور بقاعة العروض أحمد باي في العرض الشرفي كانت تبدو عليه علامات الارتياح و تمثلت المفاجأة في اكتشاف أوجه أخرى لشخصية الشيخ المفكر ما جعله يرتاح بدوره للعمل الذي قدمه.
من جهته أكد كاتب السيناريو رابح ظريف أن من أجل الإحاطة بشخصية عبد الحميد بن باديس فقد تم الإطلاع على مئات الأعمال و الوثائق لتقديم الإمام المصلح.
و أضاف بأن الفيلم "يحكي أهم مراحل حياة هذا العلامة و كذا تطور الحركة الإصلاحية و بروز الحركة الوطنية و ظهور الخطابات الوطنية المطالبة بالاستقلال و يعكس المجتمع الجزائري في تلك الفترة".
و برأي الموسيقي سليم دادة مؤلف موسيقى فيلم بن باديس فإن "فريق إخراج هذا الفيلم الطويل عمل من أجل جمع كل التوابل التي من شأنها أن تضمن نجاح هذا العمل".
و قال في هذا السياق: "بالنسبة لرجل مثل بن باديس كان يبغي اختيار موسيقى تعبر عن انفعالاته و أحاسيسه في وضعيات صعبة أثناء وفاة والدته و نجله و كذا خلال مواجهته المضايقات التي كانت تفرضها عليه الإدارة الفرنسية".
و قد تم تسجيل موسيقى الفيلم بصوفيا (بلغاريا) مع أوركسترا مختصة في موسيقى الأفلام حسب ما أشار إليه المتحدث، و يستهل هذا الفيلم الذي يستغرق 120 دقيقة بمشهد بمدينة قسنطينة العتيقة في ديسمبر 1889 و هو يوم ممطر حيث يعلن "براح" عن ميلاد عبد الحميد بن باديس عند محمد مصطفى بن مكي العائلة المعروفة و المحترمة بالمدينة.
و يظهر بعد ذلك بن باديس عندما حفظ القرآن الكريم في سن ال13 من عمره أمام فرحة والده و المجتمع الذي كان يرى فيه أنه رجل يصلح لقيادة المجتمع ثم سفره إلى تونس و دراسته بجامع الزيتونة لسنوات.
و تتعاقب المشاهد لتحكي عودة بن باديس إلى قسنطينة و احتكاكه "المرير" بمجتمع يعاني من الجهل في ظل الاستعمار و إطلاقه مشروع إعادة إحياء الأمة ضد محاولة طمس الشخصية و تقسيم الشعب الجزائري.
و يبرز الفيلم مجهودات الشيخ عبد الحميد بن باديس في رص صفوف النخبة الجزائرية لمكافحة العدو المشترك و مساعيه لإنشاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و اللقاء الذي جمعه بمصالي الحاج العام 1936.
كما يبرز الفيلم قوة الإقناع و الفصاحة التي كان يتميز بها الشيخ بن باديس و التي جعلت منه شخصية كاريزماتية إلى جانب إظهار بن باديس و هو يتحكم جيدا في لغة موليار و ذهابه إلى باريس للمطالبة باسترجاع الحقوق المسلوبة للشعب الجزائري و الهوية اللغوية و الدينية و الثقافية للمجتمع الجزائري.
و في المشاهد الأخيرة من الفيلم يظهر بن باديس أمام مضايقات الإدارة الفرنسية و محاولاتها تقسيم صفوف جمعية العلماء المسلمين حيث يقول: "اذهبوا إلى الأوراس و أعلنوا الحرب"، و سيتم عرض هذا الفيلم من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما و قسم السينما لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" عبر ولايات البلاد من طرف الديوان الوطني للثقافة و الإعلام.
فريدة. س