الثقافي
"ابن باديس" في قاعات السينما بالعاصمة اليوم
العرض الشرفي قدم أمس بقاعة أحمد باي بقسنطينة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 ماي 2017
سيقام العرض الأول الثاني لفيلم "بن باديس" للمخرج السوري باسل الخطيب اليوم بالجزائر العاصمة ويوم غد بالوهران، بعد العرض الأول الذي جرى أمس بقسنطينة.
وقد شرع في تصوير هذا العمل السينمائي الذي كتب له السيناريو رابح ظريف شهر مارس 2016 حيث تم انجازه في إطار فعاليات تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، ويتعرض هذا الفيلم الى حياة المفكر والمصلح الجزائري عبد الحميد بن باديس المولود بقسنطينة (1889-1940) ورحلاته في الخارج حيث يبدأ سيناريو هذا العمل بحدث هام في حياة العلامة المتمثل في وفاة جده سنة 1899.
كما تطرق هذا الفيلم الى أحداث أخرى ميزت مسار رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لا سيما كفاحه ضد المستعمر الفرنسي الغاشم ودفاعه المستميت عن الهوية والشخصية الوطنية الجزائرية، وقد تقمص دور العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس الممثل الشاب يوسف سحايري الذي شارك في الفيلم حول مسيرة الشهيد العقيد لطفي.
وستقام عروض هذا الفيلم اليوم الأربعاء ويوم غد الخميس على التوالي في كل من أوبرا الجزائر العاصمة "بوعلام بسايح" وقاعة "السعادة" بوهران.
المسلسل والفيلم السينمائي يتناولان حياة العلاّمة الشيخ عبد الحميد بن باديس ويركّزان دراميا على حياة العلامة ويعرضان جوانب سياسية هامة مع إغفال لبعض المواقف التي عرف بها هذا الإصلاحي باعتبارها معروفة عند العامة، واعتمد العمل أيضا على إبراز الجوانب النيّرة من حياة ابن باديس كاهتمامه بالفنون وبالجمعيات الثقافية التي انضوت تحت عباءة جمعية العلماء وكذا حضوره بعض الفعاليات الثقافية سواء بنادي الترقي أو بقسنطينة خاصة في مجال المسرح.
ويهدف هذا العمل إلى تفنيد فكرة انتماء الشيخ للحركة الوهابية التي كانت في مهدها في زمنه، علما أنه لم ينتقد هذه الحركة، والتفت إلى شؤون أخرى أهم متمثلة في التعليم وفي تفسير كتاب الله، كما ركز العمل أيضا على جوانب إنسانية كثيرة منها طفولة الشيخ وعلاقته بوالدته التي كانت تزوّده بالمصروف كي يواصل دراسته مما نمى فيه ارتباطه بالتعليم وحرصه على نشره بين عامة الشعب في فترة مظلمة إذ كان يدرس من ال6 صباحا وحتى ما بعد صلاة العشاء، وتطرق العمل أيضا للحياة الشخصية للعلامة وقضية تطليقه لزوجته وتفرّغه بعدها للتعليم.
يبدأ الفيلم السينمائي بمشهد وفاة جد ابن باديس عام 1899، ويسير العمل في مسارات متعدّدة لكن الرواق الرئيسي سيركز على نضال ابن باديس ضد المستعمر الفرنسي والمؤامرات التي تعرض لها من طرف البوليس السري ومحطات سفره إلى تونس واكتشافه عوالم الفكر الجديدة.
واعتمد الكاتب رابح ظريف على كتابة سيناريو هذا العمل التي تطلب منه شهرين من الزمن بمعدل عشرين ساعة في اليوم، حيث اعتمد على 160 مرجعا تاريخيا، إلى جانب الاعتماد على حوارات مع عائلة العلامة ابن باديس، إضافة إلى كتاب زهور ونيسي حول العلامة.
الفيلم من تمويل وزارة الثقافة ومن تنفيذ «ألفا ديزاين»، وصوّر بعدد من الولايات كالعاصمة، البليدة، تلمسان، قسنطينة ومستغانم، ويجسّد شخصياته ممثلون أثبتوا موهبتهم وتمكّنهم على غرار يوسف سحاري، سارة سلامة، سهيلة معلم، عبد الحق بن معروف، أيوب عمريش وإبراهيم زروق وغيرهم.
مريم. ع