الثقافي
في الممر الأخير… سردية الشتات الفلسطيني
على الرفّ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 ماي 2017
مؤلف هذا الكتاب الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر هو الدكتور رامي أبو شهاب: كاتب وناقد متخصص في النقد الأدبي، والدّراسات الثقافية وخطاب ما بعد الكولونيالية، ويعمل محاضراً في جامعة قطر، أصدر عدداً من الكتب منها: ” الرّسِيس والمخاتلة خطاب ما بعد الكولونيالية في النقد العربي المعاصر” الحائز على جائزة الشّيخ زايد للكتاب لعام 2014، وقد وصفت الهيئة العلميّة الكتاب بأنه خطوة جديدة في مجال رصد أثر دراسات ما بعد الكولونيالية في خارطة النقد العربي المعاصر.
يقول عن كتابه الجديد" إذا كانت إشكاليات الفلسطيني تتصل بقيم الواقع والجغرافية، فإنها تشمل أيضا أنظمة الخطاب والتعبير، فثمة قلق من أن يفقد الفلسطيني صوته نتيجة التبعثر والتّشظي، أو الاندماج، والأخير يعد شرطاً للحياة في وطن الآخر، لكن أي محاولة للاندماج تعد خيانة لفلسطين وللذات، ومن جهة أخرى فإن رفض الاندماج يعد خيانة للآخر (المضيف)، أو الذي قدم للفلسطيني يد النجاة. هكذا يقيم الفلسطيني في الممر، أو في عالم بيني محدود ، هشّ ؛ وإلى أن تحين العودة فإن اللغة، والماضي، والحنين، والتّنازع، وقلق الارتحال، ستبقى – كما هي فلسطين المتخيلة – كامنة في وعي الفلسطينيين سواء منهم من خبر الاقتلاع، ومن ولد بعده، ولعل هذا التّوصيف هو منزع كل فلسطيني وفلسطينيّة حيثما حل وارتحل .
يهدف هذا الكتاب إلى اختبار سردية الشّتات الفلسطيني عبر الاتكاء على نظرية الخطاب ما بعد الكولونيالي المعني تحديداً بنماذج من الارتحالات الثّقافيّة، وارتباطها بالقيم الاستعمارية، ومنها الأشد شراسة: النموذج الاستيطاني الكولونيالي الصّهيوني، إذ غاية هذا الكتاب توظيف نماذج الشّتات ، ومفاهيمه، وأنساقه السّردية، وتمثيلاته من أجل الإجابة عن فرضياتٍ بحثيّة تتحدد بمدى تحقق خطاب خاص بالشّتات الفلسطيني وتوفره على مستوى المتخيل السّردي، مع الدّعوة إلى تفعيل التّوجهات الخطابيّة حيث تتولد جملة من الإشكاليات التي تتعلق بمدى تحقق سرديّة خاصة بالشّتات، فضلاً عن مدى تعالُق هذه السّرديّة بالماضي والارتهان له : هل ثمّة رؤية تتجه إلى المستقبل؟ أم لا أفق للخلاص من هذا الشّتات نظراً لغياب مشروع وطني للتحرر؟، ويقع الكتاب في 360 صفحة من القطع الكبير.
الوكالات