الثقافي

تثمين للمعلم التاريخي ولقيمته التراثية

الاحتفال بعيد القصر العتيق بورقلة:

 

نظمت أمس أول الاحتفالية السنوية بعيد  القصر العتيق بورقلة في طبعتها الخامسة عشر (15)   بمبادرة من جمعية القصر  للثقافة و الإصلاح، و تميزت فقرات هذه التظاهرة الثقافية التي تعد بمثابة فرصة لتثمين هذا المعلم  التاريخي و تثمينه و إبراز قيمته التراثية   بتنظيم مشاهد متنوعة من  الاستعراضات الفولكلورية المميزة للمنطقة ( الخيل و المهارى و فرق البارود  و القرقابو) بمشاركة حرفيين وعارضين   والفرقة النحاسية و الكشافة الإسلامية  الجزائرية   في فسيفساء أمتعت الجمهور بالأهازيج و الرقصات التقليدية .

و انطلقت هذه القافلة التراثية الاستعراضية من الملعب البلدي 24 فيفري بوسط  المدينة لتجوب عديد الشوارع و الأحياء وصولا إلى ساحة بلدية ورقلة تحت شعار"  نعم للمحافظة على التاريخ و الإرث الحضاري لمنطقة ورقلة".

وتهدف هذه الفعاليات الثقافية السنوية إلى التعريف بالأهمية التاريخية و  التراثية لقصر ورقلة العتيق   الذي يعد واحدا من أجمل القصور الصحراوية التي  شيدت قبل 600 سنة   و إبراز مكانته التاريخية   وهو تحفة تراثية تعكس إبداعات  العمارة الصحراوية القديمة   مثلما أوضح ل"وأج" عضو جمعية القصر للثقافة و  الإصلاح.

وتسمح هذه الإحتفالية أيضا بغرس ثقافة المحافظة على هذا المعلم الشاهد على  تاريخ نشأة منطقة "وادي مية" و المشاركة في تثمينه و الوعي بقيمته التاريخية  وجعله وسيلة للتعريف بهويته   فضلا عن تنشيط الحركة الثقافية بالمنطقة   كما  أضاف عبد الوهاب صحراوي.

و شملت التظاهرة إقامة معارض تراثية بمحيط القصر تضمنت التعريف باللباس و  الزي التقليدي المميز لسكان القصر و الأكلات الشعبية و الأواني التقليدية و  الأفرشة و غيرها من الصناعات التقليدية و أخرى حول مواد البناء التقليدية  بالإضافة إلى عرض مجسمات و وثائق وصور فوتوغرافية مختلفة تحمل معلومات حول  تاريخ تشييد القصر العتيق  حسب المنظمين .

و يعتبر قصر ورقلة واحدا من القصور الصحراوية العريقة على غرار قصور تمنطيط  بمنطقة توات ( ولاية أدرار) و قصور بني عباس (ولاية بشار) وقصور وادي ميزاب  (غرداية)   وهو من بين المعالم الصحراوية القليلة التي حافظت إلى اليوم على  جزء كبير من بنائها رغم تعرضه للكثير من عوامل الإندثار.

و بالنظر إلى القيمة التاريخية و التراثية التي يحملها قصر ورقلة   فقد صنف  في 5 مارس 1996 ضمن قائمة المعالم الوطنية و التاريخية   ثم صنف قطاع محفوظ في  2008   كما ذكرت مديرية الثقافة بالولاية.

ويقع هذا الفضاء المعماري العريق على جزء من منخفض ''وادي مية''   على امتداد  30 هكتار   ومحاط بسور يزيد ارتفاعه عن 12 متر   يحده شرقا و غربا و شمالا  واحات النخيل وجنوبا المدينة الجديدة.

ويضم قصر ورقلة العتيق سبعة (7) أبواب تتوزع على ثلاث أحياء قديمة (بني  إبراهيم و بني سيسين و بني واقين)   حيث لا تزال هذه المداخل قائمة إلى اليوم    وهي باب عزي و باب عمار و باب السلطان و باب أحميد و باب البستان و باب  رابعة و باب الربيع.

و يتجلى الإرتباط الوثيق بالجانب الديني لسكان القصر العتيق بورقلة في تواجد  18 مسجد   أكبرها المسجد المالكي العتيق و مسجد الإباضية العتيق المعروف باسم  "لآلة عزة"   بالإضافة إلى أزيد من 12 زاوية تحتضن دوريا المناسبات الإجتماعية    في حين تمثل اللهجة الورقلية أو" تورجلنت" اللسان الأمازيغي لسكانه.

ف. س/ وأج

 

من نفس القسم الثقافي