الثقافي

مهرجان كان يحتفل بدورته السبعين: مآس وتجارة وسياسة... وألماس

19 فيلما تتنافس على السعفة الذهبية في المسابقة الرسمية لمهرجان كان

 

مصري وجزائري في لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي

 

انطلقت سهرة أمس في مدينة كان الفرنسية، فعاليات المهرجان السينمائي الدولي في نسخته الـ70، وسط التدابير الأمنية على أشدها، وتطبع هذه الدورة الأزمات السياسية، لا سيما مسألة الهجرة، وأيضا المشاكل التجارية، دون أن يغيب عنها الجو الاحتفالي.

رفع الملصق الرسمي لمهرجان كان 2017، الذي انطلق الأربعاء ويستمر لغاية 28 ماي الحالي على واجهة قصر المهرجانات حيث تقدم أهم العروض، وهو المبنى ذو المدارج الـ 24 المغطاة بسجاد أحمر والتي سيطأها يوميا عشرات نجوم السينما الفرنسية والعالمية ومختلف المشاهير.

بعد مرور 70 عاما على تأسيسه، أصبح مهرجان كان "بعيدا جدا عن المهرجان الأصلي" حسب قول المندوب العام تيري فريمو الذي يؤكد في نفس الوقت أن "حمضه النووي يبقى السينما" في زمن تطغى عليه الأزمات الإنسانية والتغييرات السياسية والتحولات في مجال السمعي البصري.

تدور فعاليات مهرجان كان هذا العام بين موعدين مهمين في فرنسا، انتهى أولهما في السابع من ماي مع انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا جديدا للبلاد، في حين ينطلق الثاني، الانتخابات التشريعية، ولا شك أن الحدثان سيكونان على ألسنة رواد المهرجان الذين عادة ما يلهيهم الفن السابع... والسهرات.

يؤكد رئيس المهرجان بيار لسكور والمندوب العام تيري فريمو أن مهرجان كان فسحة سحرية للتنفيس تتيح الابتعاد قليلا عن ضجة الأخبار. في نفس الوقت، وبما أن السينما مرآة العالم، فهي تتطرق أيضا إلى السياسة ومواضيع الساعة، سواء تعلقت بمزاج ترامب المتقلب أو فظائع الحرب في سوريا أو الإعلانات الشرسة للزعيم الكوري الشمالي.

إلى جانب التهديدات المناخية، والدفاع عن الحيوانات، وحقوق الإنسان، ومجتمعاتنا المريضة، يبدو أن مسألة اللاجئين حاضرة بقوة في الأفلام التي تعرض هذا العام، وفق القليل الذي نعرفه حتى الآن عن بعضها.

ففي إطار المسابقة الرسمية، يتطرق فيلم "نهاية سعيدة" للنمساوي ميكائيل هانيكه إلى أزمة الهجرة عبر نظرة أولئك الذين عادة ما يتجاهلونها. فيروي قصة عائلة بورجوازية لمقاولي بناء شيدوا نفق المانش، تعيش قرب مخيم "كاليه" للاجئين شمال فرنسا. والفيلم من بطولة إيزابيل هوبار وماتيو كاسوفيتس وجان لوي ترانتينيان الذي أكد أنه "جميل جدا"، فهل يفوز هانيكه في سابقة من نوعها بسعفة ذهبية ثالثة؟

أما المخرج المجري كورنيل موندروزكو فيتناول الموضوع بطريقة مختلفة جدا. يقدم فيلم "قمر كوكب المشتري" على أنه من صنف الخيال العلمي. ويروي الشريط مغامرات لاجئ يحاول الوصول إلى المجر فيدرك في الطريق أن بإمكانه أن يحلق في الهواء. واشتهر المخرج العام 2014 بفيلم عن ثورة الكلاب السائبة في بودابيست، وهو يتقن استعمال الرموز للحديث عن بلاده وعن أوروبا التي يخيم عليها تهديد أزمة "الهوية" والانزواء.

خارج المسابقة وضمن قسم "حصص خاصة"، تقدم الممثلة والناشطة البريطانية فانيسا ريدغريف وثائقي "حزن البحر" عن أزمة اللاجئين، وهي أول مرة تمر فيها النجمة الذائعة الصيت إلى الإخراج. صور الوثائقي في إيطاليا واليونان ولبنان، وأكدت ريدغريف أنها بدأت في كتابة الفيلم بعد العثور على جثة الطفل السوري "آيلان" على شاطئ تركي وهزت الحادثة العالم.

من جهته يتطرق السلوفاكي غيورغي كريستوف إلى العمال المهاجرين في أوروبا، وهو أول فيلم من إخراجه يعرض في فئة "نظرة ما".

لا يخلو مهرجان كان من الفضائح الداخلية، ومشاكل هذه السنة تعكس شراسة قطاع الفيديو والتهديد الذي قد يشكله على دور السينما. فللمرة الأولى تشارك شركة "نتفليكس" بفيلمين ضمن فئة أفلام المسابقة الرسمية، وهو قرار أغضب قطاع السينما الفرنسي لأن الشركة أعلنت أنها ستعرض أفلامها للمشتركين فقط دون عرضها في القاعات.

 

سعفة الدورة السبعين مرصعة بـ 167 ألماسة

 

رغم الجدل والتوترات، يبقى مهرجان كان عرسا للسينما يطغى عليه الطابع الاحتفالي، فسوف ترصع السعفة الذهبية للمرة الأولى في 2017 بالألماس احتفاء بالدورة السبعين للمهرجان حسب ما أعلنت دار شوبار للمجوهرات، وسترصع السعفة المصنوعة من 118 غراما من الذهب الخالص بـ167 ألماسة يبلغ وزنها الإجمالي 0,694 قيراط ستكون "أشبه بغبار نجوم متناثر على أوراق السعفة وساقها" حسب ما أوضح الداعم الرسمي للمهرجان.

السعفة الذهبية هي رمز مهرجان كان وأعرق جائزة سينمائية في العالم. وتصميم الجائزة الحالية أنجزته العام 1998 كارولين شويفليه إحدى رئيسات شوبار دار المجوهرات السويسرية التي تقدم سنويا السعفة التي تتجاوز قيمتها 20 ألف يورو في مقابل شراكة رسمية مع المهرجان.

 

"في انتظار الخطاطيف" يدخل "نظرة ما"

 

أما فيما يخص الحضور الجزائري فيدخل الفيلم الطويل "في انتظار الخطاطيف" المنافسة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي ليمضي المخرج الشاب كريم موساوي المشاركة الجزائرية في الطبعة الـ 70.

وأشار المعهد الثقافي الفرنسي بالعاصمة حسب بيان إعلامي له أن الفيلم هو ثمرة مشروع ثقافي وفني كان قد أعلن عنه المعهد وعليه فهو عمل مشترك فرنسي-ألماني-جزائري صور في الجزائر وشارك في الإقامة السينمائية لمهرجان كان سنة 2015.

ويتناول الفيلم قصة مقاول ثري وطبيب أعصاب طموح ملاحق من طرف ماضيه إضافة إلى امرأة شابة تائهة بين العقل والعواطف ومن خلال هذه الشخصيات الثلاث تعود الأحداث بالمشاهد إلى السياق الإنساني والاجتماعي للمجتمعات العربية المعاصرة.

فريدة. س/ الوكالات

 

 

من نفس القسم الثقافي